واضعة في مساحة الضوء صنيع تلك الشخصيات وإنجازاتها العظيمة التي خلدتها مروراً بحياتها وأفعالها وكيفية الوصول إلى مآثرها بإرادة صلبة، فذاك أكثر ما يشد فرقة إنانا للعمل عليه، فكان آخر الشخصيات صلاح الدين بعد الملكة خاتون وجوليا دومنا وغيرها....
حيث اجتمعت للعرض مجموعة من المعطيات الفنية والأسماء والنجوميات في مجالات عديدة بدءاً من التمثيل إلى الإخراج والرقص ،حيث شارك نبيل المالح في إخراج الجزء السينمائي وشارك في التمثيل نخبة من نجوم الدراما والمسرح في سورية وقامت بترجمة الفعل المسرحي فرقة إنانا صاحبة التاريخ العريق في مجال المسرح الاستعراضي الراقص، وكل ذلك خلق عرضاً مسرحياً أبدع في مفرداته، فكان الجزء السينمائي الذي تخلل العرض داعماً لمضمون العرض بكثير من الأحداث والمشاهد بقصد الرفد لما قدمه العمل من أفكار ومقولات تاريخية وراهنة لأنه بمجرد أن يكون للفرقة هذا الخيار الفني «صلاح الدين» الذي حرر القدس فذلك يعني الطرح لموضوع معاصر راهن تتوهج مأساته في الوجدان العربي، فالقدس تلك المدينة العربية ذات المكانة التاريخية المقدسة ترزح تحت نير الاستعمار الذي يحاول تهويدها وطمس معالمها وهويتها العربية والإسلامية ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف كما يشوه بكل مفاهيم التراث الثقافي فيها، رغم أن معالمها التاريخية والأثرية التي تفوق 300 معلم تاريخي باقية تقاوم، رغم كل المحاولات الشرسة.
تميز في العرض المضمون كبطل للعمل يحتفي بقائد تاريخي ثم الحركة الفنية الراقصة والمعبرة والأداء، فكان الممثل والراقص والقضايا الراهنة والحضور لمجاميع فنية مجتمعة شكلت لوحات مسرحية و درامية غنية بتعابيرها حيث تمت إدارتها من خلال حلول إخراجية ساعدت بالانطلاق والتألق مجسدة حدثاً تاريخياً عظيماً ومقولة تشكل صرخة مدوية في عالم الصمت المطبق الذي تعيش وسطه «معاناة القدس» وكأن شيئاً لم يكن، ومن هنا اكتسب العرض أهميته كونه تناول شخصية بطلة حررت القدس التي تستصرخ الضمائر في الوقت الحالي، فيذكر العرض هنا بضرورة رفد المشهد الثقافي ومؤازرته ،حيث يحتفي حالياً بالقدس كعاصمة للثقافة العربية كما تتعالى الأصوات وتتوسع الدعوات كي تكون القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية لما تحمله من مكانة معنوية وثقافية وروحية، فحري بها أن تتبوأ هذه المكانة إلى الأبد تمسكاً بالحق، ونصرة له.
صلاح الدين تأليف ياسر الأيوبي، إخراج وكريوغراف: جهاد مفلح وبطولة عبد الحكيم قطيفان / عبير شمس الدين/ عادل علي/ رامز الأسود/ نوار بلبل /حسام الشاه/ غسان عزب/وغيرهم من أعضاء فرقة إنانا للمسرح الراقص.