قد يقع في حيرة من أمره اليوم وهو يرى أردوغان في أحضان نظيره الأميركي في البيت الأبيض.
وستزداد حيرته واستغرابه حدة عندما يسمع أن حجم مدح الرئيس الأميركي لنظيره التركي، وصل إلى وصفه بالرجل «المحترم جداً»، ليس فقط في تركيا.. بل على مستوى المنطقة، ولم يقف الأمر عند حد الحفاوة والتكريم اللذين حظي بهما العثماني الجديد بشكل غير مسبوق، بل تعداهما إلى تقديم ترامب لشريكه في سرقة النفط السوري أردوغان صفقات تجارية بـ 100 مليار دولار، وذلك للالتفاف على العقوبات التي توعدت بها واشنطن أنقرة بسبب صفقة الصواريخ الروسية «إس–400».
أما نحن فنقول: لا غرابة في الأمر، فالأول والثاني لصان محترفان، استخدما بشكل مفضوح التنظيمات الإرهابية في سورية لسرقة مقدرات الشعب السوري، وإن كل المهاترات الإعلامية التي كانت تجري بينهما وتصورهما على أنهما مختلفان، لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان خلافاتهما، مقابل اتفاق وتنسيق حتى العظم لدعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والنصرة، للإبقاء على الحرب الإرهابية على سورية مستعرة ومستمرة أطول فترة ممكنة.
وتعد زيارة أردوغان لواشنطن على الرغم مما أثير حولها من جدل داخل الأروقة الأميركية، أكبر دليل على أن ترامب وأردوغان متفقان على سياساتهما المعادية لسورية، والتي تقوم على دعم التنظيمات الإرهابية وسرقة النفط السوري، وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في سورية، وعرقلة أي تقدم لمسار الحل السياسي، كما أنها تأتي في الوقت الذي تحقق فيه الدولة السورية انتصارات كبيرة على الإرهاب في كل الجبهات.