وفي أحد الأيام تعرف على تاجر يعمل بشراء وبيع السلاحف، فاتفق معه على أن يبيعه السلاحف بسعر ألف ليرة للسلحفاة الواحدة.
ذهب الشاب الطموح إلى قريته وأعلم الناس بتجارته، وبأنه يشتري السلحفاة بسعر 500 ليرة، فبدأ الناس، وخاصة الأولاد يبحثون عن السلاحف ويجمعونها له فيشتريها منهم.
سمع بالخبر رجل خمسيني كسول من قرية مجاورة فأعجبته الفكرة، وطلب من أولاد قريته أن يجمعوا له السلاحف، وأنه سيشتري السلحفاة الواحدة بـ 200 ليرة منهم.
خلال يومين جاءه الأولاد بحوالي 200 سلحفاة، فطلب من زوجته أن تبيع محبس الزواج المتبقي من مصاغها ليدفع ثمن السلاحف.. ووعدها بتعويضها بالأساور والسلاسل خلال شهر من تجارته الرابحة.. اضطرت زوجته تحت إلحاحه للموافقة..
قام الرجل الكسول بدفع 40،000 ليرة ثمن السلاحف للأولاد واستأجر سيارة أجرة بـ 5000 ليرة ونقل فيها السلاحف الـ 200 إلى الشاب في القرية المجاورة.
رآها الشاب فانتقى منها 10 سلاحف وترك الباقي وسط صدمة الرجل الذي سأله: لماذا لا تشتري مني باقي السلاحف؟
فأجابه بأنه يشتري السلاحف الصغيرة فقط لأن الكبيرة غير مطلوبة في السوق.
سأله الرجل: (شو يعني)؟ فأجابه: يعني غير مطابقة للمواصفات!!
عاد الرجل مهموماً حزيناً مكسور الخاطر، يفكر في محبس زوجته الذي باعه وفي وعده لها بالسلاسل والأساور..
عندما وصل إلى البيت أنشد: أغرّبُ خلفَ الرّزقِ وهْوَ مُشَرِّقٌ وأُقسمُ لو شرَّقْتُ راح يغرّبُ.
ثم قال بغضب: ما قهرتني خسارتي مثل عبارة (غير مطابقة للمواصفات).
قالت: وما الذي يُغضب في ذلك؟
قال: لأنني أعلم أن التاجر والمسؤول يغتنيان حين يستورد التاجر بضاعة غير مطابقة للمواصفات!