تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نعية التنظير

عزف منفرد
الثلاثاء 10-3-2009م
عبد الفتاح العوض

أي جدل حول اقتصاد السوق الاجتماعي لم يعد ذا معنى؟!

فيمكننا الآن أن نعلق نعية لإعلان موت النظريات الاقتصادية الصافية.. فليس هناك بعد الآن عرق صاف في الاقتصاد.‏

فلا الرأسمالية.. هي رأسمالية.. ولا الاشتراكية أو خلفاء الاشتراكية هي ذاتها.. فما لدينا.. أو ما هو قادم في الاقتصاد هو اتباع منهج مختلط.‏

سبب ذلك.. أنه قبل أقل من عشرين سنة بدأ الحديث جذابا عن عدم صلاحية التخطيط المركزي.. وفعلا تم التخلي عنه حتى من أشد الداعين إليه.‏

والآن.. فإن أتباع الاقتصاد الحر يؤمنون أشد الإيمان أنه ليس الطريق المعبد بالرفاهية.. فهذا بول كريمان الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2008 يقول: إن الرأسمالية داست على معتقداتها.‏

القادم إذا.. أن يكون أي قرار اقتصادي نافع هو القرار الصحيح بغض النظر عن انسجامه مع أي من النظريات الاقتصادية.‏

بمعنى آخر.. لا تنظير اقتصادياً مهماً, ونستطيع أن نتوقع أن هذا سيفتح باباً لكثير من التغيرات على المستوى الاجتماعي والفكري خلال السنوات القادمة.‏

فعادة.. لا يوجد تغيير اقتصادي يتم بمنأى عن الحياة السياسية والفكرية ومنعكسات عميقة على الحياة الاجتماعية.‏

خطورة الموضوع ستكون في المرحلة الأولى في الآثار السلبية على نمط التفكير.. فالنظرية مهما كانت تمثل عادة مرجعية فكرية أو مبدأ يتم الاستناد إليه.. أو قيماً يتم الالتزام بها.‏

فإذا اعتبرنا أن ذلك سيكون ليس ذا قيمة.. فإن الشيء الخطر هنا أننا على مرمى حجر من عدم الإيمان بهذه المرجعية الفكرية أو تلك.‏

بالمقابل فإن الجانب الإيجابي.. أننا لن نكون أسرى لنظريات أثبتت عدم صحة بعض فصولها وعدم جدواه في حل قضايانا.. بل وثبت بالمعايشة أن بعضها يؤذي الطبقات الاجتماعية الساكنة على صفيح متحرك.‏

بين هذا وذاك.. نحن أمام صورة لم تكتمل لعالم يتجه نحو التغيير وهذه المرة سيكون الاقتصاد هو قاطرة التغيير الأولى وستنتج الاقتصاديات التي جاءت مبكرة إلى عالم التغيير بينما سيتأخر أولئك الذين حولوا العالم إلى صندوق أفكار جامدة فكان أن قدسوا غير المقدس.‏

وأهانوا المقدس الذي ينبغي أن يبقى دائما مقدسا وفي الاقتصاد المقدس هو مصلحة الأكثرية والأقل دخلاً.‏

أخيرا: أين سورية الآن؟ ميزة سورية في الجانب الاقتصادي أنها كانت لوحة حوار لم يستطع أي طرف أن يلزم ويلتزم إلا بما يكون لمصلحة أقرب ما تكون إلى المصلحة العامة.‏

ليس هناك فكر اقتصادي منغلق في سورية, صحيح أننا نتناقش طويلاً.. ونتأخر كثيراً لكننا.. نأتي على أي حال ولعل أقرب مثال هو سوق الأوراق المالية الذي يفتتح في أجواء ذكرى ثورة آذار. awad-af@scs-net.org

تعليقات الزوار

مهند فؤاد الحريري / الدوحة |  mf.alhariri@hotmail.com | 10/03/2009 15:42

اتفق الجميع منذ زمن على أن الخطوات العامة لمفهوم السوق الاجتماعي تتأتى من أخذ الكفاءة الاقتصادية من الرأسمالية وعدالة التوزيع من الاشتراكية وهكذا وبعد طول أمد يتضح لنا بأن الإجراءات على الأرض توحي بأنه لا كفاءة في الأداء ولا عدالة في التوزيع الأمر الذي نسف أصل النظرية من جذورها ، وبالتالي كان لزاماً الإيمان بمبدأ المنفعة المتأتية من أي قرار اقتصادي حتى ولو كان سريعاً طالما يحقق الفائدة المرجوة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية