لا يمكنه أن يحيا ويعيش دون أن يتغذى ويقتات على أشلاء الأطفال و النساء، ذلك أن طبيعته الوجودية المجبولة بدماء ولحوم البشر تفرض عليه دوما ألا يتنشق إلا رائحة الموت والدمار.
دماء شهداء غزة الذين سقطوا في الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع لم تجف بعد وجراح أهلها لم تشف ومازال حكام الكيان الإرهابيون يهددون سكان القطاع ويتوعدونهم بمرحلة قادمة من الإجرام أعنف وأشرس مما سبق، جاء ذلك على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وقبله على لساني وزيرة خارجيته تسيبي ليفني ووزير حربه إيهود باراك، والمتابع لهذه التصريحات لا يمكنه تصنيفها إلا في خانة الغطرسة وحب القتل التي لم يعرف التاريخ مثيلا لها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وهي تثبت مجددا لكل المدافعين عن حقوق الإنسان في هذا العالم المتحضر الذي فشل في منع وقوع هذه الجرائم الوحشية طيلة العقود الماضية، أن نظرية القتل التي نشأ عليها الكيان الصهيوني صحيحة إلى حد كبير جدا، وأشلاء أطفال غزة الذين قضوا على مرأى من العالم تدعم هذه النظرية وتؤكد أن هذا الكيان هو الأقدر فعلا على قتل البشر كما ونوعا ولافرق بين مجرميه سواء أكانوا من اليمين أم اليسار أم الوسط.
ولعل الكثيرين يتساءلون بعد هذه التصريحات التي لم تنقطع منذ توقف الحرب الأخيرة على غزة عن ماهية تلك المرحلة الجديدة الأعنف والأشرس التي يتوعد بها قادة الاحتلال سكان غزة.. ألا يشبع مليون كيلو غرام من المتفجرات وآلاف القتلى والجرحى من الأطفال والأبرياء نهم هذا الكيان؟1 ولكن كيف لوحش نما وترعرع على لحوم البشر أن يكتفي بهذا القدر من القتل والمجازر التي يصفها قادته بـ« الانجازات» حسب ما قاله المجرم شمعون بيريز، وهو ما استدعى رداً سريعاً من كثير من المحللين والعسكريين في العالم عن ماهية تلك الانجازات التي حققتها إسرائيل من عدوانها على الفلسطينيين. فهل آلاف القتلى والجرحى الذين معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين الذين قتلتهم آلة الحرب الصهيونية هم انجازات إسرائيل الحقيقية؟.. إن كانت إسرائيل تقصد ذلك فهي محقة بذلك لأنه لم يقتل هذا العدد الكبير من الأطفال والنساء والمدنيين بشكل مقصود سوى أيام النازية العنصرية وهو ما يؤكد من جديد تلازم الصهيونية والعنصرية لحد التوءمة الملتصقة التي لايمكن فصلهما عن بعضها البعض وتاريخ الصهيونية في فلسطين مملوء بهذه الجرائم.
إن تهديدات العدو الإسرائيلي بمجزرة جديدة ضد الفلسطينيين ليست شيئاً مستغرباً أو مستهجناً أو جديداً علينا كعرب أو فلسطينيين، بل أصبحت أمرا معروفاً ومألوفاً ومتوقعاً في أي لحظة نظراً لطبيعة وايديولوجية هذا الكيان الغاصب ولن تكون إلا امتدادا طبيعيا لمجزرة غزة الاخيرة ولسلسلة المجازر البشعة العديدة التي ارتكبها هذا الكيان الصهيوني بدءا من دير ياسين وكفر قاسم ومروراً بمجازر بحر البقر وقانا الأولى والثانية والعامرية، وصولاً لمجازر أفغانستان والعراق والصومال والسودان.
fpressf @ yahoo. com