حيث 54 دولة عضواً في الأمم المتحدة فقط اعترفت باستقلالها بينما 5 دول داخل الأسرة الأوروبية من أصل 27 وهي اسبانيا - قبرص، اليونان، رومانيا، وسلوفاكيا ما زالت تعاملها كدولة دون سيادة.
ويؤكد رئيس الوزراء الكوسوفي قائلاً: إن إعلان الاستقلال لم يحل كل المشكلات ولكنه فتح آفاقاً واستطرد قائلاً: نتقدم بخطا واثقة من أجل أن تصبح كوسوفو يوماً عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، نبني مجتمع الديمقراطية المتعدد الأعراق والمذاهب إلى جانب حفظ حقوق الصرب، مع العلم أن العام الماضي انقضى دون أن تسجل فيه أي أحداث عنف عرقية بين كوسوفو والصرب ورغم المؤشرات السيادية لكوسوفو مثل إنشاء جيش لها، بالإضافة إلى إدارة استخبارات تبقى مجرد جسم صغير لا يمتلك أي مصادر ثروة سوى المساعدات الدولية، ومازالت بلغراد تعتبر هذا الاستقلال عنها غير نهائي وترفض الاعتراف به بينما تتطلع كوسوفو إلى مستقبلها الأوروبي بشوق كبير، والسؤال الذي يطرح نفسه: من يحكم هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 2 مليون نسمة؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال بسبب التشابك في المسؤوليات بين الحكومة والمنظمات الدولية،وفي هذا الصدد يصف المعارض بليريم شالا عن التحالف من أجل مستقبل كوسوفو والوضع قائلاً: كوسوفو هي عبارة عن حالة إدارية شاذة حيث لا يعلم المرء أين السلطة الحقيقية، ويأسف لا مبيرتو زينر رئيس مهمة الأمم المتحدة في كوسوفو ميتوك قائلاً: بسبب عملية الانتقال غير المنتهية الجميع مجمد هنا وثمة وجود أجنبي كبير ولكن وللأسف لابد منه وفي عام 2008 وبعدما أعيد تشكيل لجنة مينول التابعة للأمم المتحدة تم تجميدها بسبب عدم صدور قرار عن الأمم المتحدة لممانعة روسيا له، ليجد الاتحاد الأوروبي نفسه بسبب ذلك في الواجهة وباتت بعثة EULEX الأوروبية هي المعنية بتطبيق القانون ولا يخفي الجنرال الفرنسي الذي كان يرأس قوات الناتو في كوسوفو أن الامتيازات الممنوحة لبعثة EULEX تشمل مجالات حساسة هي الشرطة والعدالة والجمارك، ولكن يرى زينر أن وجود EULEX قد قرب ما بين كوسوفو وأوروبا، والأوروبيون مضطرون إلى الاعتراف أن بعثتهم سياسية أكثر مما كانوا يتوقعون وعناصر بعثة EULEX متواجدون في كوسوفو لتقديم المساعدة وعليهم التستر على التقصير المحتمل لنظرائهم الكوسوفيين ويرى أحد الخبراء في البعثة أن EULEX لها السلطات التنفيذية في المجالات الحساسة مثل حماية الشهود أو محاربة الفسادعندما يعجز الكوسوفيون أو يكونوا غير راغبين بأخذ هذه المسائل على عاتقهم، ولكن الغموض يبقى يلف سلطتهم في الجيب الصربي حيث أقامت بلغراد بنى موازية.
وتزعم بعثة EULEX الحيادية، ولكن في نظر ألبين كورتي زعيم حركة الحكم الذاتي حيث انتقاد الحركة اللاذع للوجود الأجنبي يلاقي شيئاً فشيئاً صداه الواسع أن تكون حيادياً إزاء وضع كوسوفو فهذا معناه أنك لا تعتبر استقلالها قطعياً وينتقد كورتي ما دعاه «نموذج الاستقرار» الذي يشغل الأوروبيين على حساب التطور الاقتصادي.
كل عام هناك 40 ألف شاب في الثامنة عشرة من العمر فقط يدخل منهم الجامعات فقط ربعهم بينما يلقى بالآخرين على قارعة الطريق وتصل نسبة البطالة في كوسوفوإلى 45٪.
وبالإضافة إلى بعثةEULEX يمتلك الاتحاد الأوروبي في بريشتينا ممثلاً خاصاً مكلفاً بإسداء النصح إلى الحكومة وإلى البعثة، وكذلك لهولندا ممثلاً يتابع تطبيق الاتفاق المتفاوض عليه، ويتهمه الإعلام الكوسوفي دوماً بالتعدي على حرية تحرك الحكومة، وهو الذي قرر في منتصف شهر كانون الثاني إلى جانب الرئيس فاتمير سيجديو عدم تنظيم انتخابات تشريعية قبل عام 2011 ويعلق على ذلك قائلاً: أنا لست إدارياً كما الحال في البوسنة ولكنني لست هنا من أجل التصفيق، تقع علّي مسؤولية الإشراف، ويرى في المنظمات الدولية تعقيداً ولكن لايصل إلى حد الفوضى. وتواجه السلطة الكوسوفية تحديين التحدي الأول هو التطور الاقتصادي في ظل غياب الاستثمارات الخارجية، والكهرباء لا تصل إلى منازل الشعب أغلب الأحيان بعد سنوات من الإدارة الدولية للإقليم، والتحدي الثاني إدارة المناطق ذات الأغلبية الصربية حيث يردد الصربيون إن كوسوفو حكاية لم تنته بالنسبة لنا.