وهو بذلك يظهر بعضا من الخضوع بعد الغطرسة التي مارستها إدارة بوش بقوله للايرانيين : «الأميركيون ليسوا أعداءكم. فنحن نخطئ بعض الأحيان».
إن سياسات الرئيس بوش الفاشلة جعلت إيران تقترب بشكل مخيف من السيطرة على المهارات الضرورية لبناء سلاح نووي وأعطتها نفوذا إقليميا كبيرا . على الإدارة الجديدة أن تتعامل مع إيران ضمن سياق أوسع ، ليس فيما يتعلق بالقضية النووية وحسب ، بل بقضايا أفغانستان والعراق أيضا.
نحن لا نعلم إن كان هناك مزيج من الحوافز والعقوبات التي يمكن أن تضعف طموحات إيران النووية لكننا على يقين ان إدارة بوش لم تحاول أبدا إيجادها. هذا لا يعني محادثات مباشرة وحسب ، بل المزيد من الحوافز الدبلوماسية المقنعة أيضا، بما في ذلك عرض لتحسين العلاقات يتصف بالمصداقية مع ضمانات أمنية. والتعاون مع بريطانيا ، وفرنسا وألمانيا يبقى ضروريا ، اضافة الى محاولة جلب الروس والصينيين إلى جانبهم.
نحن لن نعمل على تقليل الصعوبات. فالعلماء الإيرانيون يعملون بشكل سريع للسيطرة على إنتاج الوقود النووي - وهو أصعب جزء في بناء السلاح. وقد قاموا مؤخرا بوضع قمر صناعي في مدار ، وهو مؤشر على أن برنامجها للصواريخ البالستية يتحرك قدما. من الصعب تفسير السياسات في طهران ، لكننا على يقين أن المتشددين سوف يحاولون إحباط أي فرصة ملائمة يمكن أن تتطلب تقديم تنازلات بشأن أي برنامج.
وثمة أصوات قوية في واشنطن تجادل ضد أي تسوية ، وبعضها يقف حتى مع عمل عسكري - المسار الكارثي. كما أن دعم إيران لحماس وحزب الله ، وتهديداتها ضد إسرائيل تضخم تلك الأصوات.
لقد حان الوقت لاختبار نوايا طهران على كافة الصعد. وقد يكون الامر أكثر سهولة إذا جرى توسيع قضايا الحوار لتشمل أفغانستان والعراق.
ومن المتوقع أن تقوم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بتعيين دينيس روس للإشراف على جهود دمج إيران مع استراتيجية أوسع للمنطقة.والمعروف أن روس ، الذي أمضى سنوات يحاول التفاوض حول السلام الإسرائيلي - الفلسطيني ، لا يستسلم ابدا. كل هذا وأكثر سيكون ضروريا في محاولة تفعيل الجهود.
ان تغيير السياسات امر صعب للغاية، لكن يمكن تحقيقه. ان التغيير يمكن ان يحدث ولكن بشكل تدريجي .
لانه حتى لو تغيرت القيادة الحالية في ايران في حزيران القادم لا يمكننا توقع تغيير كبير في السياسة الايرانية تجاه الولايات المتحدة ، واللغة السائدة الحالية ستستمر جنبا الى جنب مع لغة جديدة . هناك ايحاء ايجابي ،في الخطابات الاخيرة للرئيس الايراني احمدي نجاد حيث ذكر نجاد جميع المآسي التي عانتها ايران من الولايات المتحدة من عام 1953وطالب بتقديم اعتذار، كما طالب الولايات المتحدة بوقف تهديداتها لايران، طبعا اذا نظرنا بشكل سلبي سنجد ان هذه الطلبات عقبة امام فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة ولكن اذا نظرنا بشكل ايجابي فسنراها شروطا يمكن تحقيقها وجزءاً من مناورة مفتوحة.