وذلك على وقع اعتداءات المستوطنين على المقدسات الدينية وتدنيس المسجد الاقصى ووضع المواطن الفلسطيني أمام مصير مجهول جراء سياسة التهجير والتطهير العرقي.
في غضون ذلك بدأت لجان الحوارالفلسطيني التي شكلتها الفصائل بالتوافد الى القاهرة لمواصلة الحوار اليوم الثلاثاء وتثبيت المصالحة والاتفاق على مبادئ العمل الوطني وتشكيل حكومة الوحدة في حين قالت حركة حماس انها مصرة على تجسيد الوحدة الفلسطينية وانجاح الحوارالوطني.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس عدة قرى في محافظة جنين بالضفة الغربية واعتقلت اثنين من المواطنين أحدهماقرب حاجز عسكري بالقرب من قرية برطعة الشرقية والثاني خلال اقتحام منزله وتفتيشه في قرية عقابا.
وشددت تدابيرها الامنية والعسكرية في محيط مدينة الخليل المحتلة جنوب الضفة.
كما شنت قوات الاحتلال أمس حملة دهم وتفتيش لعدة أحياء في مدينة الخليل وسيرت دوريات عسكرية في شوارع مختلفة واعتقلت 6 فلسطينيين في مدينتي نابلس ورام الله واشارت مصادر فلسطينية ذاتها الى أن قوة عسكرية اسرائيلية أخرى اقتحمت بلدة طمون بالضفة الغربية وحاصرت أحد المنازل الفلسطينية وعاثت فيه خراباً.
من جهتها اعلنت متحدثة باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قررت فرض اقفال شامل على الضفة الغربية بمناسبة قدوم عيد المساخر اليهودي حتى يوم الغد.
وقالت المتحدثة لوكالة الصحافة الفرنسية ان نقاط العبور بين الضفة الغربية والخارج ستبقى مفتوحة فقط للحالات الانسانية.
في سياق متصل صادرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس عشرات الدونمات من الاراضي الفلسطينية لشق شارع استيطاني بمحاذاة مستوطنة كرمئيل جنوب شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل واعتقلت اثنين من المتضامنين الاجانب أثناء وجودهم بالمكان.
وقال خبير الخرائط والاستيطان المهندس عبد الهادي حنتش لوكالة وفا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي صادرت أكثر من 50 دونما من أراضي الفلسطينيين لشق الشارع الاستيطاني وقامت بتوسيع مستوطنة أدورا المقامة على الاراضي الفلسطينية جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وفي القدس المحتلة اقتحمت مجموعة مكونة من 30 مستوطنا اسرائيليا أمس ساحات المسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة في القدس المحتلة.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان المواطنين الفلسطينيين أحبطوا محاولات هذه المجموعة الرامية الى اقامة شعائر تلمودية داخل المسجد وبالقرب من باب الرحمة.
وأوضحت أن المستوطنين اقتحموا المسجد بزي تنكري على أنهم سياح أجانب وكانوا ينوون الاحتفال بما يسمى عيد المساخر اليهودي داخل باحات المسجد.
وفي هذا الاطار قال عزام الخطيب مدير الاوقاف الاسلامية الفلسطينية في تصريح لوكالة قدس نت الفلسطينية أمس ان المستوطنين يحاولون بشكل يومي بحماية من شرطة الاحتلال دخول باحات المسجد الاقصى عن طريق باب المغاربة لان مفتاح البوابة بيد سلطات الاحتلال الذي استولت عليه منذ بداية احتلال مدينة القدس عام 1967.
وقال ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي حولت مدينة القدس المحتلة الى ثكنة عسكرية منذ منتصف ليلة أمس الأول وفرضت اجراءات عسكرية شاملة على جميع مداخل المسجد الاقصى المبارك وعلى المعابر داخل المدينة المقدسة.
بدوره دعا الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية الى ايلاء مدينة القدس المحتلة المزيد من الاهتمام والعمل على فضح كل الممارسات الاسرائيلية التهويدية للمدينة لكونها مركز وقلب القضية الفلسطينية.
ونقلت وكالة قدس نت الفلسطينية عن حسين قوله: ان المدينة المقدسة تخضع لمخططات تهويدية واضحة ولحصار شامل منذ تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم وبالتالي يجب الا يغيب موضوع القدس والمحافظة عليها وعلى سكانها وأحيائها عن ذهن أي مواطن عربي.
واشار حسين الى ان اعمال حفر الانفاق تحت المسجد الاقصى التي تجريها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في حي سلوان بالقدس المحتلة ادت الى انهيار الدرج الاثري فيها.
من جهتها قالت وكالة وفا في تقرير لها أمس ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي أرادتها حربا مفتوحة ضد الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة وانتقلت لتحقيق ذلك عبر هدم بيت أو بناء هنا وهناك في أحياء القدس الى هدم أحياء فلسطينية بكاملها لتعيد الاجيال الفلسطينية للذكرى الاليمة خلال احتلال فلسطين عام 1948.
واضافت الوكالة ان سلطات الاحتلال لاتخفي أهدافها من هذه الممارسات التعسفية بل تؤكد أنها ستقيم أحياء يهودية استيطانية وانشاء حدائق تلمودية مكان البيوت الـ 88 المهددة بالهدم في حي البستان بالقدس المحتلة لخدمة مخططات تلمودية يسعى القائمون عليها لاقامتها وصولا الى بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى المبارك.
واشارت الى ان سلطات الاحتلال تعمل على احداث خلل ديمغرافي في المدينة المقدسة وما يحيط بها لتقليل عدد الفلسطينيين داخل حدودها الى ما بين 70-80 الف مواطن فقط من أصل أكثر من 320 الف مقدسي في المدينة مقابل ضم ما نسبته مليون يهودي والتجمعات الاستيطانية في مستعمرات معاليه أدوميم شرقا وغوش عتصيون جنوبا والسيطرة على الحوض المقدس في محيط البلدة القديمة والمسجد الاقصى وتغيير معالم البلدة القديمة.
على صعيد آخر قال النائب الاسير في سجون الاحتلال الاسرائيلي جمال الطيراوي ان الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت مطلبا أساسيا ينادي به الشعب الفلسطيني لان هناك مخاطر جمة تنتظره ويجب ان نكون جاهزين ومستعدين لمواجهة اي جديد في المنطقة.
واضاف في حديث لوكالة معا من سجن سلفيت بالقدس المحتلة ان على المتحاورين في القاهرة ضرورة التقدم والتعجيل في لملمة الشمل الفلسطيني ووضع أسس راسخة وثابتة من اجل النهوض بموقف فلسطيني فاعل يكون قادرا على مواجهة التحديات التي تواجه الفلسطينيين.
وقال محمود الزهار القيادي في حماس ان المساعدات التي وصلت الى غزة حتى الان لا تستطيع ان تحقق الحد الادنى المطلوب لتحقيق احتياجات الشعب الفلسطيني والتي تفاقمت جراء العدوان الاسرائيلي الاخير.
وأضاف الزهار في مقابلة مع اذاعة لندن امس ان وصول قافلة شريان الحياة البريطانية الى قطاع غزة هي احدى المساعدات الهامة لكسر الحصار.
من جهة ثانية افادت نتائج استطلاع للرأي ان شعبية حركة حماس في الشارع الفلسطيني تزايدت بصورة كبيرة منذ العدوان الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء عمل لجان الحوارالفلسطينية التي شكلتها الفصائل في القاهرة حيث يتوالى ذهاب الوفود الفلسطينية للمشاركة في هذا الحوار بهدف تثبيت المصالحة الوطنية وقالت حركة حماس انها مصرة على انجاح الحوار وحثت كافة القوى الفلسطينية والفصائل على العمل المشترك لترسيخ أسس وأواصر الوحدة الوطنية.
بموازاة ذلك اكد ابو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية أمس ان قضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط ستبقى مرتبطة ارتباطا كليا بالاسرى الفلسطينيين ولن يفلح الاحتلال بربطها بأي ملف اخر.
إلى ذلك طالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان المجتمع الدولي بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين من المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحقه واجبارها على احترام اتفاقية جنيف الرابعة وتجنيب المدنيين مخاطر العمليات العسكرية. وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي.