تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معادن الرجولة

الجولان في القلب
الأثنين 13-6-2011
فراس الطالب

كثيراً ما تساءل العالم وهو يشاهد تشبّث أبناء الجولان العربيّ السوريّ بأرضهم وإصرارهم على مقاومة المحتلّ الإسرائيليّ الغاصب:ما سرّ العلاقة التي تؤلّف بين قلبين خفقا معاً

ولن يتوقّفا عن النبض مادامت هذه السماء زرقاء اللون، ومادام البحر يعانق موجاته الهادئة الثائرة صباحاً ومساءً، ومادام طير السنونو يحلّق فوق ربا الجولان، وتصرّ ينابيعها الخيّرة على سرد حكاية الجود والخصب، ومادام ياسمينها الطيّب الذي استعار من ياسمين دمشق طيبه وعنفوانه وشموخه يصرّ على رواية النفح الساحر ناشراً شذاه في الدنيا كلّها،هذان القلبان اللذان نبضا معاً ولن يتوقفا عن النبض هما تراب الجولان وقلب كلّ جولانيّ يصرّ على كتابة كتاب الصمود سطراً سطراً، وفاصلة فاصلة ولا يتخلّى عن استظهار كلّ صفحة من صفحات هذا الكتاب لأن يعلم أنه سيصعد على الربوة اليوم أو غداً أو بعد غدٍ ليستقبل موكب النصر الآتي وقد نشر لواءه الخفّاق بالكرامة وركزه فوق ربى الجولان البطل. معاً هذان القلبان هما قلب الكاتب وقلب الكتابة نفسها؟!‏

يقول أولئك الذين يعرفون طبيعة أبناء الجولان إنها طبيعة متأصلة راسخة فيهم نشأت منذ ظهورهم على وجه الأرض، أرض الأبجدية الأولى في التاريخ،فمن أوغاريت انطلق الإنسان في رحلة المعرفة التي بدأت من سورية وتحطّ رحلها في سورية، فهنا أرض الحضارة البكر، وهنا يتعانق قوس قزح التاريخ ناشراً ألوانه الرائعة، فخطوات بولس الرسول وعطر الرسالة المحمّدية، وأمجاد العصر الأمويّ ومآثر العصر العبّاسيّ، تجتمع كلّها في مزيج حضاريّ بديع لتكوّن وطن المهابة والجلال سورية.‏

سورية التي علّمت أبناءها كيف يقفون في وجه الغازي رجالاً لا تلين لهم قناة في مقارعته، ولا يسمحون لأحد بأن يساعدهم في كتابة ملحمة الانتصار لأنهم يحفظون أبجديتها ويتقنونها كتابة وقراءة وتحدّثاً.‏

سورية التي اندفع أبناؤها منذ القديم يدافعون عن عزّة ترابها هم اليوم الذين يستعيدون ملاحم الأمس الذي قد يكون بعيداً زمناً لكنه قريب ذكرى وحضوراً وإلهاماً،هؤلاء هم الرجال الأشاوس الذين لا يتراجعون عن القرار الذي اتخذوه في لحظة تعيش فيهم مستمرّة في زرع أشجارها الشامخة، قرار الوقوف مع أبناء الجولان ومدّهم بكلّ أسباب المنعة والمقاومة ليكونوا قادرين على مقارعة المحتلّ الإسرائيليّ الغاصب المدعوم من قبل أقوى القوى الامبريالية في العالم. إنهم لن يتراجعوا عن الهدف الذي يشاركون أبناء الجولان في ضرورة الوصول إليه وبأقصى سرعة مباركة محمودة على الدوام، لأنّ كتابة ملاحم النصر القادم هي من صلب اختصاصهم وما أشّرتْ على طلبهم يوماً ما بالرفض بل كانت على مدى التاريخ تمهر هذا الطلب بخاتم الموافقة، وقرار سورية وقرار أبناء الجولان، هو العمل وبكلّ الوسائل والسبل المتاحة لاستعادة هذا الجزء الغالي من ارض الوطن الغالي، ليعود الجولان كما كان حراً عزيزاً.‏

وأبناء سورية قادرون وهم معادن الرجولة الحقّة على صنع النصر الآتي وهو نصرّ نعدّ العدّة لاستقباله بما يليق بجماله وجلاله ونحن على يقين أنه تحرّك صوبنا ولن يطول أمد انتظاره.‏

Ferasart72@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية