ولــــو صُنّعــــوا
ثقافة الأثنين 13-6-2011 فادية مصارع في تقرير لليونسكو تحدث عن كتاب واحد يصدر سنوياً لكل 350 ألف عربي، مقابل كتاب لكل 15 ألف أوروبي، كما أن المواطن العربي يقرأ ست دقائق في السنة فقط، أما ماهي جل ّ قراءاته ؟
فقد أكدت الإحصائيات أن كتب الطهي والمهتمة بالأبراج تتصدر القائمة، وبما أن حملها أصبح ثقيلاً، ولم تعد بمتناول يد الجميع، خصصت الصحف والمجلات والقنوات الفضائية مساحات واسعة للحظ والأبراج، لابل أنشئت قنوات متخصصة بالسحر و الشعوذة وقراءة علم الغيب، وتلك طبعاً إحدى أسلحة الدمار الشامل الإعلامية التي باتت لها اليد الطولى في الحروب الموجهة ضد الدول العربية تحديداً لسلب إرادتهم وتشتيت عقولهم، وقد فعلت فعلها وفتكت بالمشاهد العربي فألهته ترهاتها، وانجر وراء خرافاتها وأضاليلها. وبما أننا في عصر الأنترنت والفيسبوك واليوتيوب وغيرها، فلا بد أن يكون مثل هؤلاء مؤهلين تأهيلاً يتناسب ومتطلبات العصر، فالأدوات البدائية «وعدة الشغل» القديمة المستخدمة أيام جداتنا لضرب الودع والمندل، وجلب الغائب وفك المربوط والحديث عن الرزق والزواج والسفر والمرض والعافية تبدلت وتغيرت، ولم يعد حجاب المحبة سائدا للتقريب بين الأحبة، وإنما تعزيز العصبيات والعرقيات والطائفيات، وتكريس الشحناء والبغضاء، وإعطاء جرعات مكثفة من الإحباط واليأس للمستقبل العربي، ومن يراقب ماتقدمه مثل هذه الفضائيات، يدرك أن الميديا الإعلامية غدت تعبث بعقول الناس والمجتمعات، حتى إنها خرقت أسرار البيوت وتدخلت في العادات، فالمنجمون أو العرافون أصبحوا عارفين في شؤون البلاد والعباد، ويتدخلون في السياسة والاقتصاد، لابل إنهم باتوا يتحكمون في مصائر الأمم والشعوب، وقضايا السلم والحرب، فمن يسمون أنفسهم علماء فلك تنبؤوا بأن عام 2011 سيكون دامياً، وفيه الكثير من الكوارث والفيضانات، وخرجوا ليعلنوا صدق نبوءتهم، وإن شئتم فهم يبصرون الشعرة البيضاء في اللبن ويعرفون على مسيرة يوم وليلة بأن هناك مسيرات ومظاهرات واحتجاجات، ويحددون المناطق والأهداف، وأكثر من ذلك هم يعرفون أيضاً بما سيجري كل يوم جمعة بعد أداء الصلوات والدعوات.
وإن أردتم المزيد فما عليكم سوى الاتصال بإحدى هذه القنوات للاستشارة عبر الهاتف، والتكلفة ستضاف لحساب المتصل بأسعار باهظة لكن.... لتسألوا أنفسكم أين تذهب كل تلك الأموال؟!
|