يبحثُ عن أناهْ
يرهفُ سمعهُ لصدى المداخلِ
يبحثُ عن خُطاهْ
أين الطريق؟
يفكّرُ تارةً
ويعدُّ أنمُلَهُ.. لعلّ منارةً
تعلو أمامَهْ
يفكّرُ بالولوجِ
لعلّ مزاهراً.. تصبو غيابَهْ
وحيداً كان في اللاشيءِ.. وحدَهْ
وآخراً “هيَ”
وتساؤلاتٌ عن حياةٍ..لا مماتْ
فاليأسُ أضعفُ أن يُكَرِّسَهُ أسىً
هذا رهانٌ جائزٌ
هذا رهانٌ خاسرٌ
“كلا”..!
لم يكترث أبداً لصُنّاعِ السرابِ
من التطيُّرِ والنبيذْ
لم ينحنِ للذُعرِ مرّة..
يهوى الصعودَ.. فزهرُ الأرضِ
لا يُغنيهِ عن زهر الجبالْ..
ونجمٌ حائرٌ في اللا سُدى..هو غايَتُهْ
أين الطريق؟
غمامةٌ أخرى ستعلو دونَهُ
وندى الشتاء يخالهُ حبْلاً أتاهْ..
لكنّ أثقالاً تُحيطُ بأرجُلِهْ..
قد عافها زمناً
وهاهو لا يُحرّكهُ المصيرْ
أيعقلُ أن يظلّ أسيرَ مأزقهِ
فلا يقوى الولوجَ ولا الصعودْ..؟
يفكّرُ تارةً.. ويعدُّ أنمُلَهُ..
وراءَ البابِ يقبعُ مَن أحبّ
وراءَ البابِ فوج من عبيرْ
وهو المُحاطُ باندفاعٍ مُبْهَمٍ
وهو المُحاطُ بألفِ قَيْظٍ جائرٍ..
وحيداً كانَ في اللاشيءِ وحدَهْ
ساقاهُ قد يَبِسا
ويداهُ لا يقوى يُحَرِّكَهَا
عيناهُ تنطفآنِ حيناً.. وحيناً تبدوانِ شرارةً
فمهُ نشيدٌ ساكنٌ.. أذناهُ نبعٌ للغُبارْ
وحيداً كانَ في اللاشيءِ وحدَهْ
وآخراً “ هي” وتناقضٌ “هو”
مرّ النسيمُ على خُصيلاتٍ
برأسهِ برعَمَتْ
يجولُ بعينيهِ.. يفرحُ
فـالآن..آنسَ مخرجاً
آنسَ البُشرى.. وأمعنَ بالرحيلْ..
هل ذا سؤالٌ آخرٌ يخشاهْ؟
والوجهُ في عينيهِ.. يأتي.. يقترب
يغدو قبالتهُ.. أحقّاً”هاهيَ”؟
هذي الذراعُ ذراعها تسحبهُ من كَفَنِهْ
أحقّاً “هاهيَ”؟
هذا الطريقُ يلفّهُ ويلفُّها
هذا المدى المفتوحُ
فوجُ الياسمينِ.. صدى المزاهرِ
أيعقلُ”هاهيَ”؟ أيعقلُ”هاهيَ”؟