تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجار الشرعية..!

حدث وتعليق
الاثنين 13-6-2011
عبد الحليم سعود

من الصعب على من يتابع ردود الأفعال على ما يجري في سورية أن يتفهم مواقف بعض الدول ممن أعطت لنفسها صلاحيات توزيع الشرعيات للحكومات ونصبت نفسها مدافعا عن حقوق الإنسان وانجرفت في طريقة تعاطيها مع ما يجري في هذا البلد أو ذاك.

فلو كانت هذه الدول حقيقة تحترم حقوق الشعوب وتدافع عنها لما بقي الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أكثر من 60 عاما من الظلم والقهر بلا دولة يتقرر فيها مصيره ويعود إليها من هجر من أبنائه بقوة السلاح والإرهاب الصهيوني إلى خارج أرضه، ولو كانت هذه الدول تمنح الشرعية لأهلها لما نزعت الشرعية عن نضال وكفاح الشعب الفلسطيني ضد المحتل، واتهم أبناؤه المقاومون زورا بالإرهاب، في الوقت الذي أعطيت فيه (الشرعية) المزعومة وبقرار أممي لكيان استعماري استيطاني محتل لم يترك منذ نشأته جريمة إلا واقترفها بحق أصحاب الأرض والحقوق والمقدسات..؟!‏

فالولايات المتحدة التي تنصب نفسها (الراعي) الأكبر لحقوق الإنسان في العالم احتلت منذ عام 2001 أفغانستان و2003 العراق، وارتكبت فيهما جرائم ومجازر لا حصر لها، إلى جانب انتهاك أبسط حقوق الشعوب، دون أن يسائلها مجلس أمن أو مجلس حقوق إنسان أو محكمة دولية، ولاحقت المسلحين ومن تصفهم بالارهابيين في مختلف بقاع الأرض متذرعة باعتداءات تعرض لها مواطنوها في 11 أيلول عام 2001.‏

وأما فرنسا ذات الماضي الاستعماري البغيض فقد تدخلت قبل أشهر قليلة في ساحل العاج عسكريا كما سمحت بارتكاب المجازر تحت ناظريها وحماية جنودها، وقد سبق لفرنسا أن رعت وبشكل مباشر مجازر التوتسي والهوتو في رواندا دون أن يطولها حساب أو تجري بحقها مساءلة.‏

في حين كانت بريطانيا شريكا أساسيا وراعيا مباشرا في إنشاء الكيان الصهيوني الإرهابي على أرض فلسطين، وهي اليوم شريكة أساسية ومباشرة بكل الجرائم والانتهاكات التي جرت في العراق وأفغانستان، ولم يستطع البريطانيون الذين احتشدوا بالملايين في شوارع لندن أن ينزعوا (شرعية) المجرم توني بلير.‏

والسؤال ألا يحق لسورية أن تدافع عن أبنائها وتحفظ أمنهم واستقرارهم في مدنهم وقراهم من العصابات المسلحة التي عاثت فسادا في بعض مدننا الامنة وهزت الوجدان الإنساني بجرائمها غير المسبوقة..؟!‏

الشرعية في سورية يمنحها أو ينزعها فقط الشعب السوري ولا يحق لتجار الشرعية أن يتدخلوا ويملوا علينا شروطهم، فأهل مكة أدرى بشعابها، وبالتالي فإن الشعب السوري هو الأدرى بما يجري على أرضه وهو الوحيد الذي يملك حق اختيار ما يناسبه وما لا يناسبه.. فهل يرتدع هؤلاء ويقفون عند حدودهم..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية