لا تندبيهم يا أخيّةُ واقرأي
لا «تحسبنّ» فتزدهي الأضواءُ
لا تندبيهم واستعيذي بالذي
وهبَ الحياة فإنّهم : عظماءُ
لا تندبيهم يا أخيّةُ واسمعي
وحياً ترتّل آيهُ العلياءُ
ما ماتَ من عشقَ الجنان وحورها
ومضت تمرّد عرشهُ الجوزاءُ
ما ماتَ من وهب الوجودَ وجودهُ
عزماً بهِ يستنجد الضعفاءُ
***
شهداؤنا صبحٌ تفتّق ضوؤهُ
وانداحَ تغزلُ نورهُ الأرجاءُ
شهداؤنا فتحٌ مبينٌ فاشمخي
يا أمّتي وليخسىء الأعداءُ
شهداؤنا واللهُ باركَ نذرهم
فدماؤهم في عُرفنا إسراءُ
لولا دماهم ما استقام لأمّتي
مجدٌ ولا أرضى الكرامَ بقاءُ
فهمُ الأولى من نزفهم كُشِفت لنا
أمجادُ «بدرٍ» واستبان خفاءُ
وهمُ الأولى حملوا الأمانة عنوةً
فإذا الأمانةٌ موكبٌ وحداءُ
لا «تحسبنّ» وهذهِ نفحاتها
تستافُ عطرَ بخورها الأمداءُ
فلنا «بأهلِ الحقّ» أكبر أسوةٍ
فهم الولاةُ السادةُ الأمناءُ
هم علمونا كيف نرسم خلدنا
ونصون مجداً شادهُ الآباءُ
هم علّمونا كيف نحفظُ عرضنا
والعرض يحفظ حوضهُ الأبناءُ
***
قسماً بجرحٍ للشهيدِ تخاصبت
من نزفهِ واخضوضرت صحراءُ
سيظلّ أحمر لونه درباً لنا
كيما يسود وينعم التعساءُ
أمّ الشهيدِ وكلّنا إخوانه
ما مات فينا مطمحٌ ورجاءُ
لن ننحني ما دام يرسم نهجنا
«أسدٌ» وتحضن مجدنا «الفيحاءُ»
نحنُ الخلقنا للورى مدنيةً
كتبت فصولَ كتابها «حوّاءُ»
جرحُ الشهيد وكم تمنّت لثمهُ
فوق المجرّة أنجمٌ زهراءُ
من طهرِ ذاك الجرح يبدعُ عالمٌ
أزليّ وحيٍ مشرقٌ وضّاءُ
***
قل للأولى سكروا على آلامنا
ومضوا يسامرُ حقدهم إغراءُ
الزارعون الموت في بلدٍ أبى
إلاّ الصمود لينعم الفقراءُ
الحاقدون المارقون ومن جرى
في ركبهم هم عصبةٌ عمياءُ
أولم يروا أنّ «الشآمَ وليثها»
حصنٌ بهِ تستعصم البأساءُ
إنّي كفرتُ بكلّ دينٍ يرتضي
سفك الدماءِ تقودهُ البغضاءُ
ما الدين إلا شرعةٌ أزليةٌ
ومحبةٌ وعدالةٌ وولاءُ
الدينُ لو وعتِ الحياةَ معاشرٌ
فكرٌ توحّدُ باسمهِ الآراءُ
يدعو لإنصافِ الشعوبِ وليس من
قانونهِ أن يُقهر االبسطاءُ
هل جاء في شرع النبيّ وآله
أنّ الحياة تسوسها الطلقاءُ؟
هذا هو الإسلامُ دربٌ لاحبٌ
للمخلصين ودعوةٌ سمحاءُ
تلك الفتاوى ويل من أفتى بها
من جهلهِ يتعجب الإفتاءُ
لكنهُ الدولار يخدعُ معشراً
ما همّهم أن يُوأد البؤساءُ
قل «للجزيرةِ» والجزيرةُ خربةٌ
ما فيها إلاّ الأنفسُ الجرباءُ
بل فيها من يندى البيانُ لذكرهم
«بغلٌ جموحُ وبغلةٌ قحباءُ
غربانها طغمٌ تكشّف غدرهُم
سخرت بهِم في سرّها العنقاءُ
***
ياقادماً من «عين جالوت « الرؤى
نصراً بهِ تتفاخر العرباءُ
ذكراك بوحُ العابرين إلى غدٍ
زانت ملامح صبحهِ الخيلاءُ
علمتنا أن الشهادة عالمٌ
لا يرتقي أعتابهُ الجبناءُ
طب في جنان الخلد تغبطك الرؤى
فالأخلدان: اللهُ والشهداءُ