تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبق الشهادة

شباب
13 / 6 /2001
مهنّد علي صقّور.. السخابة .. جبلة

هجعت وداعبَ طرفها إغفاءُ  وتساءلت فأجابت : الخنساءُ

 لا تندبيهم يا أخيّةُ واقرأي ‏‏

لا «تحسبنّ» فتزدهي الأضواءُ‏‏

 لا تندبيهم واستعيذي بالذي‏‏

 وهبَ الحياة فإنّهم : عظماءُ‏‏

  لا تندبيهم يا أخيّةُ واسمعي‏‏

 وحياً ترتّل آيهُ العلياءُ‏‏

  ما ماتَ من عشقَ الجنان وحورها‏‏

ومضت تمرّد عرشهُ الجوزاءُ‏‏

  ما ماتَ من وهب الوجودَ وجودهُ‏‏

 عزماً بهِ يستنجد الضعفاءُ ‏‏

***‏‏

شهداؤنا صبحٌ تفتّق ضوؤهُ‏‏

 وانداحَ تغزلُ نورهُ الأرجاءُ‏‏

  شهداؤنا فتحٌ مبينٌ فاشمخي‏‏

 يا أمّتي وليخسىء الأعداءُ‏‏

  شهداؤنا واللهُ باركَ نذرهم‏‏

فدماؤهم في عُرفنا إسراءُ‏‏

  لولا دماهم ما استقام لأمّتي‏‏

 مجدٌ ولا أرضى الكرامَ بقاءُ‏‏

  فهمُ الأولى من نزفهم كُشِفت لنا‏‏

 أمجادُ «بدرٍ» واستبان خفاءُ‏‏

  وهمُ الأولى حملوا الأمانة عنوةً‏‏

 فإذا الأمانةٌ موكبٌ وحداءُ‏‏

  لا «تحسبنّ» وهذهِ نفحاتها‏‏

 تستافُ عطرَ بخورها الأمداءُ‏‏

  فلنا «بأهلِ الحقّ» أكبر أسوةٍ‏‏

 فهم الولاةُ السادةُ الأمناءُ‏‏

  هم علمونا كيف نرسم خلدنا‏‏

 ونصون مجداً شادهُ الآباءُ‏‏

  هم علّمونا كيف نحفظُ عرضنا‏‏

 والعرض يحفظ حوضهُ الأبناءُ‏‏

  ***‏‏

قسماً بجرحٍ للشهيدِ تخاصبت‏‏

 من نزفهِ واخضوضرت صحراءُ‏‏

  سيظلّ أحمر لونه درباً لنا‏‏

 كيما يسود وينعم التعساءُ‏‏

  أمّ الشهيدِ وكلّنا إخوانه‏‏

 ما مات فينا مطمحٌ ورجاءُ‏‏

  لن ننحني ما دام يرسم نهجنا‏‏

 «أسدٌ» وتحضن مجدنا «الفيحاءُ»‏‏

  نحنُ الخلقنا للورى مدنيةً‏‏

 كتبت فصولَ كتابها «حوّاءُ»‏‏

  جرحُ الشهيد وكم تمنّت لثمهُ‏‏

 فوق المجرّة أنجمٌ زهراءُ‏‏

  من طهرِ ذاك الجرح يبدعُ عالمٌ‏‏

 أزليّ وحيٍ مشرقٌ وضّاءُ‏‏

  ***‏‏

قل للأولى سكروا على آلامنا‏‏

 ومضوا يسامرُ حقدهم إغراءُ‏‏

  الزارعون الموت في بلدٍ أبى‏‏

 إلاّ الصمود لينعم الفقراءُ‏‏

  الحاقدون المارقون ومن جرى‏‏

 في ركبهم هم عصبةٌ عمياءُ‏‏

  أولم يروا أنّ «الشآمَ وليثها»‏‏

 حصنٌ بهِ تستعصم البأساءُ‏‏

  إنّي كفرتُ بكلّ دينٍ يرتضي‏‏

 سفك الدماءِ تقودهُ البغضاءُ‏‏

  ما الدين إلا شرعةٌ أزليةٌ‏‏

 ومحبةٌ وعدالةٌ وولاءُ‏‏

  الدينُ لو وعتِ الحياةَ معاشرٌ‏‏

 فكرٌ توحّدُ باسمهِ الآراءُ‏‏

  يدعو لإنصافِ الشعوبِ وليس من‏‏

 قانونهِ أن يُقهر االبسطاءُ‏‏

  هل جاء في شرع النبيّ وآله‏‏

 أنّ الحياة تسوسها الطلقاءُ؟‏‏

  هذا هو الإسلامُ دربٌ لاحبٌ‏‏

 للمخلصين ودعوةٌ سمحاءُ‏‏

  تلك الفتاوى ويل من أفتى بها‏‏

 من جهلهِ يتعجب الإفتاءُ‏‏

  لكنهُ الدولار يخدعُ معشراً‏‏

 ما همّهم أن يُوأد البؤساءُ‏‏

  قل «للجزيرةِ» والجزيرةُ خربةٌ‏‏

 ما فيها إلاّ الأنفسُ الجرباءُ‏‏

  بل فيها من يندى البيانُ لذكرهم‏‏

 «بغلٌ جموحُ وبغلةٌ قحباءُ‏‏

  غربانها طغمٌ تكشّف غدرهُم‏‏

 سخرت بهِم في سرّها العنقاءُ‏‏

  ***‏‏

ياقادماً من «عين جالوت « الرؤى‏‏

 نصراً بهِ تتفاخر العرباءُ‏‏

  ذكراك بوحُ العابرين إلى غدٍ‏‏

 زانت ملامح صبحهِ الخيلاءُ‏‏

  علمتنا أن الشهادة عالمٌ‏‏

 لا يرتقي أعتابهُ الجبناءُ‏‏

  طب في جنان الخلد تغبطك الرؤى‏‏

 فالأخلدان: اللهُ والشهداءُ‏‏

  ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية