(حكاية السيدة روزالين) كان عنوان مشروع تخرجهم الذي روى قصة مقتل نبيل زوج سيدة تدعى روزا لين في أحد المستشفيات، حيث يبدأ التحقيق مع العديد من المشتبه بهم لتتكشف القصة عن مجموعة من المشاكل الإنسانية أهمها جرائم الشرف والفساد
والعلاقات الأسرية، التي جسدها الطلاب بطريقة الارتجال الجماعي ما منحهم هامشا واسعا لتكوين شخصياتهم المسرحية تحت مظلة الفكرة الرئيسية,وبذلك كانت فرصة مهمة لهم للخروج من حالة التلقي السلبي إلى مرحلة خلق الفكرة وبناء الشخصية وهو ما أكد عليه أحد الطلاب المشاركين بقوله:
إن الارتجال تقنية من أهم تقانات المسارح وكوني على مشارف التخرج فهذا شيء مهم أن يكون ختامه ارتجالا.
كما أنها نقلة نوعية ترفد الفن بطاقات فنية شابة قادرة على الإبداع والابتكار بعيدا عن النصوص الجاهزة وهو ما سعى إلى تحقيقه الفنان فايز قزق المشرف على العرض حيث قال:
إن هذا المشروع يكمل ما بدأه طلاب قسم التمثيل بالاشتغال على عروض الارتجال والابتعاد عن النصوص الجاهزة بغية وصول الطالب إلى المعرفة الدقيقة والعميقة بقضايا ذات طابع حسي وجسدي ونفسي على خشبة المسرح وامتحان أدوات هذا الطالب عبر قصة يتم الاتفاق عليها.
وأوضح قزق أن تقنية الارتجال هي من أخطر وأهم التقنيات المعمول بها على مسارح العالم من أجل إنتاج العرض المسرحي سواء على صعيد المتدربين أو المحترفين،وهي ذات أصول تاريخية عريقة حيث كانت متبعة في ايطاليا القرن السادس عشر تحت اسم الكوميديا ديلارتي أو كوميديا الارتجال.
والمشروع تم على مرحلتين بدأت المرحلة الأولى بتقديم الطلاب لذاتيات مقترحة تنسجم مع الفرضية الأم ومناقشتها مع الأستاذ المشرف لرسم العلاقات المبدئية بين بعض الشخصيات والانتقال الفوري إلى حيز الارتجال على خشبة المسرح واختبار مدى قدرة الشخصيات المقترحة على التطور جنبا إلى جنب مع كتابة الطلاب لها على الورق وبذلك تبرز مهاراتهم بابتكار قصة واقعية تنسجم مع العمل الجماعي المقدم وتقديمها بأسلوب الارتجال والذي رآه مشرف العرض بأنه أكثر قدرة على اغناء إمكانيات الطالب الضعيفة وجعله بمستوى يقارب المجموعة التي يشتغل معها.
دفعة جديدة من الوجوه الفنية الشابة أضاءت خشبة المسرح بطاقة مشتعلة وحماسة كبيرة.
ونتمنى أن لا يكون المسرح بالنسبة لهم مجرد مشروع تخرج؟؟؟