فلم تنقطع ورشات العمل والفعاليات والأنشطة والتظاهرات التي تعبر عن وفائهم وإرادتهم الصلبة لحماية الوطن وأعمالهم في المجال الميداني والإجتماعي والثقافي والتعليمي تجسيداً حياً لتلك الممانعة وتعبيراً عن مواقف الطلبة والشباب في وجه الأزمات الملمة بالوطن ومن موقعهم ومنها كانت مشاريع التخرج في معهد الفنون التطبيقية بدمشق الذين استطلعنا آراءهم:الرد كان بالعمل
تحدثت بداية الشابة ولاء كاتبي عن حيثيات تعبر بشكل أو بآخر عن تحدي الشباب من خلال العمل والإستمرارية في مشاريع التخرج مؤكدين الوفاء فقالت: عندما بدأت مشاريع التخرج، لم تكن الأحداث قد بدأت ورغم تأثرنا وقلقنا بعدها، كان اصرارنا على المتابعة والعمل على مشاريع التخرج أكبر ولابد من التذكير بأنه كان هناك نقاشات وحوارات وتوتر لكن ذلك أوصلنا إلى أفكار إيجابية رغم صعوبة الظروف التي عشناها كشباب وكمجتمع، وكان التحدي بالعمل خصوصاً أننا شباب ونمثل سورية لذلك علينا أن نقدم ما عندنا لنعبر عن قوة الشباب التي تجابه صعوباتها بجهودها فكانت مشاريعنا الفنية متميزة وكان هناك مشغولات وأعمال حملت كل الجمال واصرارنا ورغبتنا بالممانعة، كما أن ذلك الخوف والقلق أعطانا القوة كي نعبر عن موقفنا دون تلكؤ في مشاريعنا لنتغلب بها على الانفعال والتوتر وواجب علينا أن ننجز أعمالنا وابداعاتنا، لا أن نكون سلبيين بل فاعلين وموثرين في قضايا وطننا ومجتمعنا فكان الرد بالاستمرارية وتمكنا من الإستفادة من ظرفنا وقد أظهرت النقاشات وعي الشباب حول ما حصل في سورية ومنحتنا الأزمة الإرادة ووجهتنا إلى الدخول في قضايا جدية وصرنا نجتهد أكثر ونبحث عن الحقائق وقد غابت الأحاديث السطحية بين الشباب الذين استثمروا كل وقتهم لصالح وطنهم وقد امتلكوا الاندفاع والمبادرة للقيام بواجبهم فأنجز كل طالب ماهو مطلوب منه، فقدم ثلاثة مشاريع فنية مختلفة حملت الإبداع في مجالات منها الزخرفة والنحت والخزف والخط العربي، هذا عدا عن الأعمال المساعدة والتي بادر كل طالب فيها.
وعي شبابي
أما الشاب ثائر سليمان قال: رغم ما حدث كان هاجسي الوحيد أن أنتهي من مشروعي، مثلي مثل باقي الشباب والذين تصرفوا جميعهم أن سورية منتصرة على المؤامرة وعلى الضغوط الخارجية التي تمارس على شعبنا بحجج كاذبة فكان العمل والتحدي للظروف التي عشناها هي أفضل موقف كرد، ثم القيام بواجباتنا ومسؤولياتنا كل من موقعه من هنا كان علينا كطلبة أن ننجز ما هو مطلوب منا فأكملنا مشاريعنا بكل مراحلها وخاماتها المؤلفة من الحجر والخشب وغيرها وقد وصل عدد الطلاب إلى عشرين طالباً، كل منهم قدم ثلاثة أعمال كانت في منتهى الروعة تمكنا خلالها من التعبير عن أفكارنا ووجهات نظرنا في الحياة وقد ركزت من جهتي على قضية المرأة وحريتها في المجتمع وكانت القيود التي تكبل المرأة وتظلمها هي قاسم مشترك بين أعمالي مع الإظهار لمرونة المرأة وتعاملها لحل مشكلاتها في كل الظروف ودون التخلي عن تقنيات وأساليب مقروءة وواضحة ولابد من الذكر هنا بأن تشجيع المدرسين كما الأهل كان له دور كبير لتجاوز الصعوبات العديدة.
للمؤسسات التعليمية دورها
للشباب مواقفهم كما هو للمؤسسات التعليمية التي تابعت تشجيعها وتوجيهها لطلابها بالشكل المطلوب إن كان من الناحية الأكاديمية من جهة أو لناحية المسؤولية الوطنية والإجتماعية من جهة أخرى وتحدث عن ذلك الأستاذ الفنان وضاح سلامه قائلاً: مشاريع التخرج التي تزامنت مع مرحلة قلقة بينت اصرار الشباب وتفهمهم للأزمة بالشكل الصحيح فكان ردهم تجاه ما حدث هو تنفيذ الطلاب لأعمالهم وكانت وظيفتنا كمدرسين التدخل بأمور تشكيلية وأكاديمية حتى يصل الطالب إلى مشروعه بشكل صحيح ويختار هو بدوره المدرسة الفنية التي يحب العمل عليها وكان لتلك المشاريع معنى آخر حيث عبر الشباب عن حب الوطن وقالوا كلمتهم فأثبتوا بروحهم المعنوية العالية أنهم يتحدون ما حدث مؤكدين رفضهم بقوة لأي حالة من شأنها أن ترجعهم إلى الخلف تحت أي عنوان وأصروا بأعمالهم على أن يقولوا أنهم موجودون ولهم موقفهم ولن يتهربوا من مسؤولياتهم وهذه الآلية حملت بحق الوعي العالي السوية وقد ظهرت بعفوية كبيرة وقالوا سنواجه بأسلحتنا البسيطة وبأعمالنا وبمشاريعنا لأنها أدواتنا ، فتغلبوا على القلق وتابعوا بحوثهم ومشاريعهم وانتهوا منها بوقت قياسي، هذا جانب أما الجانب الآخر الذي اتضح هو إظهار الشباب عبر آلية تعاملهم مع الأحداث للوعي رغم تفاوت المستوى وقد بينوا أنهم واعون لأبعاد ما حصل في بلدنا ورغم وجود ضخ اعلامي واسع إلا أنهم جابهوا بالموقف الصحيح وهاهي مشاريعهم واستمرارهم في العمل والمثابرة يؤكد ذلك ويمكنني القول وبدون مبالغة إننا فخورون بشبابنا.