شبابنا العربي السوري هو اليوم علم من أعلام المواجهة وليس الدفاع فقط، حيث نرى تحركاته وأدواته وبصماته في كل الساحات الوطنية في الداخل والخارج، هذا الشباب لم يوفر حرفاً أو كلمة أو مقالاً أو موقفاً إلا
وجعله رصيداً وطنيا يضاف إلى أرصدة الوطن، ضد كل من يتنافس من أعداء الداخل والخارج للعبث بالساحة الوطنية السورية . وخدش حيائها وكبريائها وتمزيق ثوبها الملون والمطرز بخيوط الحرية والسيادة والاستقلال لأن الأيقونة العالية يجب أن تبقى تتصدر العتبات والعلم يعانق السماء، والأرض تعتز وتعتد بخطوات الشباب والرجال، لذلك زحف الشباب العربي السوري بكل أطيافه وانتماءاته باتجاه البلد الجار ( تركيا)؟!
والذي يفترض أن يكون جاراً بهوية اللغة والكلمة، لا بهوية المصالح والمواقف المتقلبة والمنقلبة، هذا الجيل الواعد ذهب إلى مدينة انطاليا ( إنطاكية) متجاوزاً الصعوبات والمشقات والتحديات، ليحاصر من هناك زمرة المتآمرين والمتخاذلين ممن يدعون ويسمون أنفسهم بالمعارضة السورية، هؤلاء الخونة يتشدقون، يتوسلون، يستنجدون ، يزحفون على بطونهم، يبوسون ويقبلون أقدام أعداء هذا الوطن النجسة والتي هي ليست أقذر من أفواههم التي تتجرأ وتطلب من أعدائنا أن يوجهوا سلاحهم وعنفهم لبلدنا سورية ليدمروا أرض الطهر والكرامة وناموس الحياة، فهم إذا يستعجلون الانتحار لهذا الوطن، فهل يوجد أكثر من هكذا كفر حين يقوم عدد ممن يدعون أنهم يمثلون مصلحة الشعب العربي السوري؟ علما أنهم ومنذ نعومة أظفارهم وخروجهم عن نسيج هذا المجتمع فقد تلوثت أمعاؤهم بطبخات الغش والسم الزعاف وتلطخت أيديهم بحبر الخيانة وإغراء الدولارات ، لذلك لم يهن على هذا الشعب وشبابه الرائع إلا أن يذهب زحفاً إلى انطاليا ليجعل من صوته ونشيده وندائه وهتافه وهو يتزين بالعلم وصور القائد وخريطة سورية الكاملة والمكتملة، تعلو على كل أصوات هؤلاء التي اختنقت بين جدران الفندق، رغم كل عدسات التصوير وتقارير المراسلين، فيما هم الشباب أحرار أقوياء في فضاء انطاليا الواسع رغم محاصرة رجال الأمن والشرطة التركية لهؤلاء ومحاولة تفريقهم إلى مجموعات صغيرة، وعرقلة سيرهم باتجاه فندق الاجتماع ، ومع كل هذا التشديد في الإجراءات الأمنية وإقفال الساحات والحدائق أمامهم، إلا أن ولاءهم وعنفوانهم جعلهم يقتحمون الأسلاك الشائكة ويسمعون الصوت عاليا عشرات ومئات وآلاف وملايين المرات عبر ثلاث عبارات فيها من البلاغة والمعنى ودقة الهدف ما يجعل سهام الأعداء ترتد على رؤوسهم « كلنا بشار» «الله سورية بشار وبس» ، بالروح بالدم نفديك يا سورية» .
وهذه الصيحات بالطبع كانت كالحجارة من سجيل تقع على أسماعهم فيما منظر الشباب السوري البطل أصاب عيونهم بالرمد، لأن موقفهم هذا لم تستطع أن تحجبه عدسات الكاميرات التي زرعت في كل مكان.. ومهما غضوا الطرف لابد للزوايا أن تظهر واضحة سواء أكانت حادة أم منفرجة. فالحق لا يستقيم إلا بحرية الشعب وسيادة الأرض مزهواً بعنفوان وكبرياء القائد الرمز.