كما في رأس الدبوس إلى رأس المال حيث إن التكلم عن الذكاء الصنعي الذي سينافس يوماً ذكاء الإنسان ينطبق بشكل واقعي على الذكاء لدى رأس المال الذي يتصرف بقدرة فاعلة في زمن العولمة, يتمنى الوصول إلى نصفها من يشتهون أن يكونوا جبابرة في هذا العالم لكن هيهات, فكثرة الحدود تكاد تكون كالعصابة على العيون بالنسبة لهم.
قيل لعنترة: كرّ وأنت حرّ,فأجاب العبد لا يكرّ ولا يفرّ!؟,فقيل له :أنت حرّ , فكرّ وفرّ ولم يشق له غبار في معركة داحس والغبراء,فالحرية شرطٌ للفعالية في أي زمان ومكان ورأس المال عبر تاريخه من رحلته من زمن المبادلة ,سلعة بسلعة,إلى زمن النقود المعدنية ومن ثم الورقية وهو يخاتل للوصول للقاعدة الأشهر في فلسفة رأس المال «دعه يمر» وطبعا دون شروط .
إن انعدام الشروط وإطلاق الحبل على غاربه ورغم ما وفره من نهضة كبيرة ساهم بإيجاد سقطات كادت تشل حركة البشرية الاقتصادية ولكن ليس هذا الموضوع الذي نريده مما تقدم.
الانفلاش في البث الفضائي وما رافقه من أرض خصبة أسالت لعاب رأس المال ليحشر فلسفته فيه, ولكنه لم يأت لوحده بل جلب معه السياسة وأجندات غريبة مشبوهة الهدف والمقاصد ولندقق بالمساحة الفضائية العربية التي يشغل جلّها رأس المال الخاص , فتكاد تنقسم إلى فضائيات للغناء وأخرى دينية أو إخبارية تمتلك من القوة ما تعجز عنه أقوى الدول لو أرادت أن تنشئ قناة فضائية إخبارية لها في كل عرس قرص , فكيف لها هذا وهي لا تُرفد بالمصدر الرئيس للمال والذي أقصده ما تقدمه الدول لمحطاتها الرسمية من مال أو ما تحصله غيرها من الفضائيات من إعلانات وما شابه ذلك ولقد رأينا كيف أن صحفاً مشهورة في الغرب أنقصت من عدد ما تطبعه ولجأت للشبكة العنكبوتية لتقيم بيتها الافتراضي عليه لعدم قدرتها على توفير رأس المال اللازم لاستمرارها وخاصة مع الأزمة المالية العالمية الحالية والسؤال الذي يطرح نفسه أرضاً: كيف لها أن تؤمن رأس مالها دون أن ترتهن لجهة ما!؟.
أوباما سيتخذ قراره بإلغاء قناة «الحرة» رغم ما دفعه عليها من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان,لفشلها باستقطاب المشاهد العربي المراقب ,هذا قرار أحمق سياسياً كون هذه القناة ناطقة بالعربية وفي أسوأ الأحوال ستجد من يتابعها ,فهل الانتلجسيا الأميركية بهذا الغباء أم هذا مكرٌ نتعرف عليه بوضوح بما تفعله قناة «الجزيرة» و «العربية» وغيرهما !؟.
والجزيرة والعربية تبسطان مدهما الإعلامي من مشرق الشمس لمغربها وكل هذا دون الارتهان لسياسة ما لأجندة ما!؟.
إن التسليم بهكذا كلام لهو القذى في عين المنطق ,هم شركات تبغي الربح ورأس المال لا يعرف الأخلاق وأكثر هو لا ينتمي لأرض ؛ لذلك عندما كرّت وفرّت بمنشيت « الرأي والرأي الآخر» شُق غبارها على أرض سورية وللزمن سيتكشف لمن يتذكر كيف أن الثورتين المصرية والتونسية ,قد بيعتا وقبض ثمنهما وعاجلاً أو آجلاً سيبدأ رأس المال بالمطالبة بتسديد ديونه ,
لاريب أن القنوات المذكورة تجد بالنفط الأخضر مدداً لا ينقطع مادامت تكرّ وتفرّ لصالح رأس المال الفضائي لكن ليس من المريخ بل ....!؟ ولكن لن تشق إلا ميثاق الإعلام الإنساني بكرّها وفرّها.