تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حوار اليوم.. وجه الحقيقة الغائب

فضائيات
الأربعاء 15-6-2011
حسين صقر

وضع النقاط على الحروف، وحدد الدور الكبير الذي تقوم به سورية في المنطقة، والقضايا الشائكة التي لن تحل دون المرور عبرها، وأكد لولا هذا الدور ولولا هذه الأهمية لما جندت الدول الغربية

كل إمكاناتها السياسية والإعلامية والحربية، بهدف نشر الفوضى والتوتر في ربوعها، حتى غدت المؤامرة التي تتعرض لها حرباً كونية بالمعنى الحقيقي للكلمة.‏

في برنامج حوار اليوم على قناة الـ «OTV» كثف الباحث الاستراتيجي والخبير العسكري الدكتور أمين حطيط حديثه واختصر الكثير، ورغم ذلك تحدث الكثير أيضاً، بدءاً من المقاومة في لبنان واحتضان سورية لها ودعمها اللامحدود لفكرها وثقافتها، مروراً بالضغوطات التي تعرضت لها سورية الممانعة بسبب هذا الدعم، وانتهاء بالأدوار التي لعبها بعض اللبنانيين والعرب لحرفها عن الخط الذي اختارته لنفسها رغم ما أصابها على خلفية ذلك.‏

مقدم البرنامج جورج ياسمين أعطى الضيف الوقت الكافي للحديث عن المحاور والنقاط الأساسية المخصصة للحلقة، وكان محاوراً ناجحاً لاستطاعته استنباط الفكرة التي ينوي الضيف قولها، أولاً لقناعته أن الضيف لن يبخل بما جاء من أجله، ولرغبته سماع ما كان الخبير المخضرم ينوي قوله.‏

في الحقيقة برنامج حوار اليوم، لم يكن الحوار فيه عن اليوم الذي عرضت فيه الحلقة أو حتى عن أسبوع سبق ذلك، إنما كان حواراً جامعاً وهادفاً عن المرحلة الماضية التي مضى عليها عدة سنوات، حيث لم يترك المحاور والضيف صغيرة أو كبيرة إلا وتطرقا لها، بهدف توضيح بعض القضايا الغامضة التي وقع بســـببها الظلم على سورية، وكشف الحقيقة الغائبة.‏

حطيط وضح الأسباب التي دعت للأزمة في سورية، ومن يقف وراءها ولماذا وقفوا، وكيف خططوا ونفذوا وكيف فشلوا، وذلك بناء على معطيات ودلائل من جهة وبناء على رؤية تحليلية من جهة أخرى، فنظرته كمراقب جعلته يستقرئ الحدث ويبني تطوراته، وأكد أن سورية بوعي شعبها وتعاون جيشها الأبي وحكمة قائدها تجاوزت المحنة بأقل مما كان متوقعاً، وأضاف أن الأمواج العمياء التي دفعتها رياح الغرباء والعملاء كانت ضعيفة وتبددت على صخرة صمودها التي كانت عائقاً أمام تنفيذ المشاريع الغربية والأميركية الهادفة لخدمة الصهيونية.‏

وقال أيضاً: لأن سورية واسطة العقد في المقاومة الشريفة، أعمت عيون أميركا والغرب وجعلت المسؤولين في دولهم متخبطين وبدؤوا يحاربونها على أكثر من جبهة وفتحوا عليها النار من جميع الجهات، وتناسوا الإصلاحات التي بدأت قبل عدة سنوات وتذرعوا بحقوق الإنسان والحريات، وتساءل حطيط: كيف لنا أن نصدق هذا الغرب وهو يرى ما تفعله إسرائيل في فلسطين بدعم منه، وفيما إذا كانت حقوق الشعب السوري تهم أميركا أكثر من حقوق الفلسطينيين.‏

وأكد حطيط أنه لو تخرج سورية وتصرح أنها تخلت عن دورها في المنطقة، ورفعت يدها عن حماية ودعم المقاومة وباقي القضايا التي تقض مضاجع الغرب، لصفق الكونغرس الأميركي أضعاف ما صفقه لرئيس وزراء العدو في الأربعين دقيقة التي ألقى فيها خطابه الحاقد أمام مجلس التصفيق الأميركي.‏

إذاً لا التسامح ولا العيش المشترك ولا المساواة بين شرائح المجتمع في سورية وقف الغرب وعلى رأسه أميركا عنده، بل وقف عند ما يريد ويرغب ويتمنى تحقيقه، بهدف تعويض خسائره في المنطقة وإعادة ترتيبها وترتيب أوراقه والعودة إليها بتسميات مختلفة وأدوار أيضاً كما هو واضح لكل متابع.‏

سورية لم تتنكر يوماً للحقوق العربية ولم تكشف ظهر المقاومة كما أراد غيرها وفعل، لكنها تجاوزت الأزمة ويحق لها أن تبقى فخورة بنفسها وشعبها ويحق للشعب السوري أن يعتز بنفسه وبمرونته وفهمه لأوضاعه ولسرعة خروجه من المأزق.‏

حوار اليوم هو الحوار الذي نحتاجه وهو البرنامج الذي نستطيع التعويل عليه، فهو الصوت الحر الذي يمكن أن يسمع ويصل إلى من أصابه الصمم ولم يعرف حقيقة ما يجري في سورية الصامدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية