حيث أصبح مجلس تأديب دولي «لكل من يعارض ويقاوم المشاريع الإمبريالية في الهيمنة والنهب » وكما أصبح واضحاً أن أكثر شعوب العالم تضرراً واستهدافاً هم العرب ، خدمة للمشروع الصهيوني في تدمير الأمة العربية حضارة وقوة ووجوداً . وفي هذا الإطار يأتي استهداف الدول العربية المناهضة للتوجه الإمبريالي الصهيوني حيث تم تدمير العراق بحجة الديمقراطية، وامتلاك السلاح النووي وحقوق الإنسان وغير ذلك ، هذا ما فعلته مع السودان وما تفعله اليوم ضد سورية العروبة .
فكما تعلم أن سورية ليس لديها أي مشروع نووي علماً أن من حق دول العالم قاطبة امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية أسوة بما تملكه الدول العظمى لأن هذه الطاقة هي السبيل للتنمية المتطورة . ولكن كما يعرف كل ذي بصيرة فإن ما وراء اتهام سورية بامتلاك السلاح النووي هو تهيئة لتأليب العالم على سورية ومقدمة لعدوان يستهدف وجودها وقوتهاباعتبارها قائدة للمشروع النهضوي العربي في وجه الأطماع الإمبريالية والصهيونية ، وهي حامية المقاومة والمدافعة عن الأمة والمطالبة بعودة الحقوق المغتصبة لها .
إن مجموعة لصوص الرأسمالية العالمية بالتواطؤ مع لصوص وسماسرة الداخل ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أذناباً للقوى الاستعمارية ويفرطوا بأمانة الشعب .
إن من حق كل شعوب العالم أن تملك الطاقة النووية للأغراض السلمية. إذ كيف نمنع على دول عالم الجنوب امتلاك هذه الطاقة للأغراض السلمية ونغض النظر بل ندعم بناء طاقة نووية ومفاعلات نووية للأغراض العسكرية كما هو في الكيان العنصري الصهيوني ؟
إن دول العالم تعلم أن الكيان الإرهابي الصهيوني يملك مفاعلات نووية للأغراض العسكرية ويملك أكثر من /200/ رأس نووي يهدد به سكان المنطقة -ورغم هذا- لا يجرؤ أحد من الدول الرأسمالية الغربية على فتح الملف النووي للكيان الصهيوني ، ولا يجرؤ مجلس الأمن على فتح هذا الملف .
إن اتهام سورية وغيرها من دول العالم بامتلاك السلاح النووي ، هو كذبة كبرى ومؤامرة دنيئة،وأسلوب تتبعه الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرهم من اتباع الولايات المتحدة للتدخل في شؤون هذه الدول وتدميرها وابقائها ضعيفة.
إن الأحداث قد أثبتت عبثية الغرب تحت عباءة الديمقراطية الفضفاضة ... وكل الشعارات قد سقطت وتهاوت تحت أقدام الشعب المقاوم ، فسيد البيت الأبيض هو أداة بيد الرأسمال الإمبريالي الصهيوني ، وهو يحتاج إلى الرضا الدائم لدخول البيت الأبيض والاستمرار في سدة الرئاسة ونذكر على سبيل المثال أنه يحتاج إلى مليار دولار لحملة ترشيحه لولاية ثانية ، فمن أين يأتي بها إن لم يكن خادماً مطيعاً للصهيونية الرأسمالية؟ إن محاولةخلق الفوضى في الوطن العربي باسم ثورات الربيع العربي والتي تبين أن معظمها من صنع قادة الاستخبارات المركزية الأميركية والأوروبية ، والتي أشرفت عليها بعض المراكز التي صنعت خصيصاً لذلك في العالم وفي الوطن العربي فعلى سبيل المثال «مركز بروكينفس » في الدوحة والذي يوصف شادي حميد مدير مركز الابحاث فيه «بخبير الدمقرطة في الشرق الأوسط» ويتباهي هذا المركز بنجوم مؤيدين للديمقراطية مثل مادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة سابقاً والتي تترأس حالياً (NDI) ومؤسسة المنح القومية لأجل الديمقراطية (NED) وهي التي انفقت ملايين الدولارات خلال العقد الماضي لدعم ثورات «اللون» في أماكن مثل أوكرانيا وصربيا.
ومنذ بداية الاحتجاجات العربية ومركز بروكينفس في الدوحة ينشر تعليقات تحت عناوين سقوط الأنظمة من مثل: إذا لم تجبر الولايات المتحدة القذافي على الرحيل من سيفعل ؟ الأمر الذي يخلق الشكوك حول موقف هذا المركز وغيره المتواجدة في العالم عامة وفي وطننا العربي خاصة .
إننا في سورية نطالب المجتمع الدولي وشرفاء العالم والدول المحبة للسلم والعدل في العالم ، أن يتصدوا لما يقوم به مجلس الأمن من عربدة وظلم وتسلط على الدول الرافضة للهيمنة والخضوع.
إننا نطالب دول العالم بفتح ملف الكيان العنصري الصهيوني النووي وتشكيل لجنة دولية للتحقيق بما يملكه من أسلحة نووية ، وكما يعلم الجميع فإن سورية من أولى الدول الداعية لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية.
إننا على ثقة أن الشعب العربي سيقف صفاً واحداً في وجه الذين خدعوه وكذبوا عليه وهم يتسابقون لتقبيل وجنتي السيدة كلينتون ويطربون لتصريحات «جوبيه» وغيرهما من قادة الغرب الإمبرياليين والذين ارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا أذناباً وأدوات لتدمير أوطانهم وخدمة العدو الصهيوني وإن شعبنا العربي في سورية سينتصر بتلاحمه مع قيادته وجيشه العربي المقاوم ، المدافع عن شرف وعزة العرب .