الوثيقة النهائية لقمة شنغهاي، والتي طالبت في أحد بنودها بشكل صريح بعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية شكلت إشارة خاصة إلى محاولات التدخل التي تقوم بها بعض الدول وخصوصاً في الشأن الداخلي لسورية، لهذا لن تقتصر قمتها على مناقشة نتائج العقد الأول من نشاط المنظمة، وتحديد ملامح تنميتها المستقبلية، و توقيع عدد من الوثائق، بل من المتوقع أن تعقد قمة ثلاثية على هامش القمة تضم روسيا والصين وإيران تناقش خلالها الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية.
القمة الثلاثية تبدو ضرورية في ظل التدخل الأميركي والغربي في شؤون الدول العربية والتي زادت في هذه الآونة التي تتخللها ظروف مختلفة، حيث ستكون إيران العضو المراقب في المنظمة حاضرة بقوة في القمة ولاسيما إنها تحرص على عدم السماح بأن تبقى الولايات المتحدة اللاعب الوحيد في المنطقة العربية الذي يمارس التدخل من أجل الضغط على الأنظمة في هذه الدول، وهو ما لا يتفق" حسب المحللين وخبراء السياسة"، مع مصالح روسيا والصين في المنطقة، ما يعطي لهذا التكتل، قوة إضافية في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن.
منظمة شنغهاي التي تحتفل بالعيد العاشر لتأسيسها تنتقد بانتظام عمليات الحلف الأطلسي في أفغانستان وذلك رغم أن قرغيزستان وطاجيكستان العضوان فيها تحتفظان بقواعد عسكرية غربية لدعم العمليات في أفغانستان، تعلم أن أميركا والدول الغربية التي تتحالف معها باتت تنظر إلى جميع التكتلات الإقليمية بعين المستصغر ولن تقيم وزناً لها، ولهذا توزع رؤاها وأوامرها هنا وهناك، ومن الضروري وضع حد لها ووقفها عن هذا التدخل خاصة أنها لا تريد سماع الروايات التي تتعارض ومصالحها وهي مستمرة بالعزف على الوتر الذي تعلم أنه يطربها وينشّز للآخرين بهدف إزعاجهم.
مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو قال للصحفيين: إن القمة ستتطرق إلى تعاون أعضاء منظمة شنغهاي على مدى عقد من الزمن والنتائج والآفاق الرئيسية، وتبادل الآراء حول قضايا دولية وإقليمية ملحة، ويعد جدول الأعمال ضيقاً وغير رسمي، ولكن النقاش سيكون عميقاً.
بدوره صرح تسون تشوانغ تشي، سكرتير عام مركز أبحاث منظمة شنغهاي للتعاون، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، خلال مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، أن منظمة شنغهاي للتعاون ستولي اهتماماً خاصاً لتعزيز الاستقرار والتنمية في وسط آسيا.
على حين قال المحلل السياسي الروسي ليونيد غوسيف في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن وثيقة قمة شنغهاي النهائية، طالبت في أحد بنودها بشكل صريح بعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في إشارة خاصة إلى محاولات التدخل التي تقوم بها بعض الدول وخصوصاً في الشأن الداخلي لسورية.
وأكد غوسيف على أن انضمام دول كإيران وتركيا وباكستان ومصر وقطر وغيرها إلى منظمة شنغهاي للتعاون ستساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضاء هذه المجموعة إضافة لتدعيم التعاون في قضايا مهمة أخرى كمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
كذلك لفت المحلل السياسي محمد شمص في مقابلة مع القناة أيضاً إلى رغبة إيرانية بالانضمام لمنظمة شنغهاي وهو ما يعطي لهذا التكتل برأيه، قوة إضافية فضلاً عن الفوائد التي ستنجم عن هذا الانضمام في مجالات مختلفة، ولاسيما رهان إيران على الدعم الروسي والصيني في موضوع ملفها النووي.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون التي تم تأسيسها في عام 2001 كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وتتمتع الهند وإيران ومنغوليا وباكستان بصفة مراقب فيها، بينما منحت كلاً من بيلاروسيا وسريلانكا صفة شريك في الحوار، وقد اعتبر المراقبون حينذاك ظهور هذه المنظمة الإقليمية بمنزلة ظهور منافس لحلف الناتو.
وسيكون إعلان أستانة كوثيقة ختامية للقمة حول مرور 10 أعوام على تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون، لتشمل شهادة بأن المنظمة أصبحت آلية فعالة وغير بيروقراطية، وتسهم أكثر فأكثر في ضمان الأمن الإقليمي، وتعزيز الثقة والتفاهم والتعاون الاقتصادي، فيما يعد نشاطها مطلوباً ليس لدى أعضاء المنظمة فحسب، بل أيضاً لدى المجتمع الدولي.