|
في الذكرى الثامنة لحرب خاسرة.. طالبان : سنواصل القتال ...أوباما وحيداً في مواجهة قرار خطير حول أفغانستان سانا-وكالات - الثورة وورث الرئيس باراك اوباما هذه الحرب الفاشلة فيما يبدو انه يتصدى وحيدا لاقرار استراتيجية جديدة تنقذ ماء وجه الولايات المتحدة و دول التحالف الغربي المشاركة في هذه الحرب التي تؤكد التقارير ان طالبان تكسبها. فقد خرج الرئيس الاميركي اوباما الثلاثاء من اجتماع مع كبار ممثلي الكونغرس اكثر عزلة من السابق في مواجهة اتخاذ احد اهم قرارات فترته الرئاسية الخاص بارسال او عدم ارسال تعزيزات إلى افغانستان. وبدا اصدقاء اوباما من الديمقراطيين وخصومه من الجمهوريين في غرفتي البرلمان اثر الاجتماع، اكثر انقساما مما كانوا عليه قبله. وقال اوباما انه سيحسم قراره آخذا في الاعتبار الطابع الملح الناجم عن تدهور الوضع في افغانستان، بحسب ما ذكر مسؤول في الادارة الاميركية طلب عدم كشف هويته. من جهة اخرى، اقر اوباما بان القرار لن يكون محل رضى الجميع، وعمل جاهدا على تخفيف حدة الجدل المتصاعد داعيا إلى التخلي عن الفزاعة التي مفادها انه يجب اما مضاعفة عدد الجنود او الرحيل عن افغانستان، بحسب ما أفاد المسؤول ذاته. بيد انه سيكون على اوباما في كل الاحوال، ان يتخذ قرارا ينطوي على مخاطرة بين الاستجابة لطلب القائد الميداني الجنرال ستانلي ماكريستال او رفضه او التوفيق بين الامرين. واستقبل اوباما الذي يتعرض لضغوط من مختلف الجهات في هذا الملف، القيادات البرلمانية لاشراكهم في المشاورات المكثفة الرامية إلى التوصل إلى قرار في غضون اسابيع. وتعذر عليه الحصول على تأييد رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي التي تذكر منذ فترة بالتردد المتعاظم بين الاميركيين في التورط في حرب عمرها ثماني سنوات ولا تمنح اي مؤشرات على نهايتها. وقالت بيلوسي: "هل نحن موافقون وهل سنصوت على ذلك، سيكون ذلك رهين معرفتنا لما يقترحه الرئيس". وفي حال تمت الاستجابة لطلب الجنرال ماكريستال فان ذلك يعني الانخراط في تصعيد خطر في الوقت الذي تنتعش فيه المقارنات مع المستنقع الفيتنامي او الهزيمة السوفييتية في افغانستان، ويعني هذا القرار ايضا الصدام مع القسم المناهض للحرب بين انصاره وذلك قبل عام من انتخابات نصف ولايته. وفي حال رفض الطلب فان ذلك لا يعني معارضة جنرالاته بل ايضا تحمل عواقب فشل محتمل. ويقارب عدد القوات الاميركية في افغانستان 68 ألف جندي هذا على مستوى القيادات أما على مستوى الشارع الاميركي و الشارع البريطاني فان ارتفاع عدد القتلى من جنود الدولتين يثير السخرية في الاوساط الشعبية التي ترفع فيها الاصوات مطالبة بالخروج من المستنقع الافغاني حيث يعارض اكثر من نصف البريطانيين الحرب في افغانستان بحسب استطلاع لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي نشر امس الذي يوافق حلول الذكرى الثامنة للحرب في افغانستان. وبين 1010 اشخاص شملهم الاستطلاع قال 56 ? انهم يعارضون الحرب في حين قال 37? انهم يؤيدونها واظهر 6? ترددا حيال الامر في حين رفض 1? الرد على السؤال. وفي استطلاع مماثل في 2006 رفض 53? الحرب وأيدها 31?. واشارت عدة صحف بريطانية امس إلى أن غوردون براون ينوي ارسال قوات اضافية إلى افغانستان رغم أن الحكومة البريطانية أعلنت من قبل انها لن تنشر المزيد من الجنود هناك طالما بقي النقص موجودا في العربات المدرعة الكافية لحمايتهم . وحول الانتخابات الافغانية التي لم تحسم نتائجها بعد و التي جرت في 20آب الماضي قالت صحيفة واشنطن بوست الاميركية امس ان بيانات سرية للامم المتحدة حول الانتخابات تظهر ان فرز الاصوات الرسمي في بعض الاقاليم تجاوز عدد الناخبين بواقع 100 ألف او اكثر. من جانبها أعلنت حركة طالبان الافغانية في بيان لها أنها ستستمر في حربها ضد القوات الامريكية التي غزت البلاد وازاحتها عن السلطة.و انها مستعدة لخوض حرب طويلة . وذكرت الوكالة أن بيان طالبان جاء في الوقت الذي حذر فيه عدد من المسؤولين الاجانب من أن مغادرتهم أفغانستان تعني ازدياد قوة طالبان وتسلمها السلطة فيها الامر الذي سيجعل البلاد ملاذا لتنظيم القاعدة. ميدانيا استمر سقوط المزيد من القتلى من القوات الاجنبية حيث قتل جندي اسباني في انفجار لغم في هرات بينما اعلن الجيش الاميركي امس ان 33 ان 23 جنديا اميركيا اصيبوا بجروح في الهجوم الذي شنه مسلحون على قاعدة للتحالف في اقليم نورستان شرقي افغانستان السبت الماضي وقتل فيه ثمانية جنود اميركيين وسبعة افغان. كما قتل ثلاثة اطفال و ثلاثة من رجال الشرطة وعدد من المسلحين في حوادث متفرقة وقعت في افغانستان امس في قندهار وكابول و غزنة.
|