تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أطفالنا ....... الأكثر تضرراً في الأزمات

مجتــمـــــع
الجمعة 17-6-2011
حنان المقداد

تباينت ردود الأفعال بين الأطفال نتيجة تأثرهم بالأحداث التي يمر بها وطننا الغالي اليوم ، فالخوف والقلق والكآبة والأرق يسيطر على معظم أطفالنا الذي يجعل الأهل في قلق دائم،

فالأطفال في أيام الأزمات هم أكثر المتضررين لعدم قدرتهم على تفهم واستيعاب مايدور حولهم فهاهي أم الطفل قيس أبو السل المتواجدة في أحدى المحافظات التي حصل فيها تبادل إطلاق نار تروي لنا معاناتها من هذه الأجواء الممتلئة بالخوف من ما يحصل في منطقتها لاتعرف ماذا تقول لقيس البالغ من العمر 6 سنوات الذي لايتوقف عن البكاء والفزع الدائم من أي صوت يسمعه، بالإضافة إلى الكوابيس التي تلاحقه أثناء نومه , فقد أصبح طفلي أقرب للحالة الهستيرية .‏

أما السيدة أم سامر لديها ثلاثة أطفال تحت سن 10 سنوات تقول: بدأت عطلة الصيف التي كنا معتادين فيها بتسجيل أطفالنا بالنوادي وممارسات هواياتهم المختلفة والذهاب للاصطياف في قرانا والاستمتاع بالجو الرائع الذي حرمنا منه هؤلاء الخونة الذين باعوا وطنهم ومارسوا هذه الجرائم البشعة بحق أهالينا , فأطفالي بسؤال دائم ماذا يحصل في بلدنا؟ لماذا حرمنا من السفر والنزهات؟ فالطفل أذكى من أن تكذب عليه فلا أستطيع أن أقول لهم إلا أن يطمئنوا لكن كيف ذلك وقد أصبح التلفاز الشغل الشاغل لكل عائلة سورية ومتابعة الأخبار ليلاً نهارا"والبكاء المستمر أمام الأطفال على هذه المشاهد المؤلمة . .‏

وتضيف المهندسة ريتا عمران مشاهدة طفلي راني 5 سنوات لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منا ورؤية جثث مشوهة على شاشات التلفزة , والأحاديث المستمرة عن هذه الأزمة كل ذلك دفع راني للتعبير عن مايراه ويسمعه باللعب والرسم كل رسوماته أصبحت من مشاهد من حرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت وأسلحة وقنابل ودبابات ولعبه مع أصدقائه ألعاب حرب وعنف حتى في أحاديثهم‏

فقد أصبحت مشاعر طفلي تمتلئ بالعنف والخوف والقلق المستمرين‏

دور الأهل‏

ما يعانيه أطفالنا في أزمة بلدنا الآن قد يصعب عليهم التعبير عنه فالشعور أو الحالة النفسية التي يمرون بها قد يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها فقد يرى أخصائيون في علم النفس أن للأهل الدور الأكبر في حماية أبنائهم وقت الأزمات وهناك بعض الأفعال التي تساعدهم في ذلك ومنها :‏

·عزل الأبناء ممن هم دون السابعة عن كل وسائل الإعلام التي تتحدث عن الموضوع , والتزام الصدق التام في إعطاء المعلومات التي تناسب سن ونضج وذكاء الطفل .‏

·أن تشغل الأم دائما أطفالها بالتفكير بالألعاب وتشاركهم فيها وأن تحذر من البكاء والانهيار أمامهم , فعليها التماسك قدر الإمكان لأن ذلك يشعرهم بالخوف والرعب .‏

·متابعة الأخبار التي تصل إلى الطفل من المدرسة أو التلفزيون ومناقشتها أولاً بأول‏

·إذا لم نستطع عزل الطفل عن الأحداث , نبدأ بتفسير الأمر له أنها أوقات بسيطة سوف تمر , والتحدث معه عن أنه في كل زمان يوجد خير و شر.‏

·إشعارهم بالأمان , بتكرار وسائل الطمأنينة, دون تكرار كلمة اطمئن بشكل مباشر لأنها تشير له أن هناك مايدعو للقلق .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية