تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كواليس المبدعين... الهنــداوي.. ومواهبــه الأدبيـة المتعـددة

ثقافـــــــة
الجمعة 17-6-2011
هاني الخير

ولد خليل الهنداوي في مدينة صيدا اللبنانية عام 1906 في أسرة عصامية رقيقة الحالة، إذ كان والده يعمل حوذياً صاحب عربة يجرها حصانان لنقل الركاب بين صيدا وبيروت، ولاغرابة في ذلك لأن السيارة لم تكن قد عرفتها منطقتنا العربية بعد.

درس خليل الهنداوي المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مسقط رأسه غير أن هزالة الموارد المالية لأسرته لم تتح له متابعة المرحلة الثانوية، فانقطع عن الدراسة والحزن يموج في صدره ولكنه أغرم بالمطالعة الحرة فثقف نفسه تثقيفاً ذاتياً، ما أتاح له بيسر تعويض ما فاته من دروس على مقاعد الدراسة.‏

غادر لبنان الشقيق مع أسرته عام 1928 وكان قد ألقى قصيدة حماسية في احتفال عام، ما أثار عليه غضب سلطات الاحتلال الفرنسي بأنفاسها الكريهة فكانت سبباً للتضييق عليه فلجأ إلى دمشق وحصل على الجنسية العربية السورية.‏

عين معلماً في دير الزور لتدريس اللغة العربية وبقي في هذه المدينة عدة سنوات وحين اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية الشرسة عام 1939 نقل إلى حلب وفي هذه المدينة استقرت أحواله العامة واشتهر بها كأستاذ ناجح لتدريس اللغة العربية وعلومها وآدابها.‏

وأثناء مرحلة الوحدة السورية المصرية في عام 1958 عين مديراً للمركز الثقافي العربي، ثم أسندت إليه رئاسة المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب في حلب حتى رحيله عن عالمنا في التاسع من حزيران عام 1976 وبعد رحيله بأشهر صدر مرسوم بمنحه وسام الاستحقاق السوري تقديراً لجهوده الأدبية ومؤلفاته القيمة.‏

كان الهنداوي متعدد المواهب جم العطاء عاشقاً للكتاب والقلم لايرى في مقهى أو ناد إلا والكتاب سميره والقلم نجيه وصديقه ونديمه لايملك القدرة على فراقهما ولا تطيب له الحياة دونهما على حد تعبير الأديب عبد الغني العطري الذي أورده في كتابه المهم وعنوانه «عبقريات».‏

ويشير الأديب سامي الكيالي إلى أن الهنداوي أغرق الصحف والمجلات بمقالاته ومسرحياته ودراساته التي كان ينشرها في الكثير من المجلات الأدبية والثقافية طوال أكثر من ثلاثة عقود.‏

وكما اشتهر الهنداوي بالنثر الأدبي والترجمة فقد اشتهر بنظم الشعر ونقدم هنا بعض الأبيات الشعرية من قصيدته التي حملت اسم أنت وأنا:‏

أنت إنسان وإنسان أنا‏

فلماذا نحن خصمان هنا؟‏

ولنا في هذه الأرض صدى‏

أتراها غصت الأرض بنا؟‏

أرضنا إن شئت تغدو مسكنا‏

وإذا شئت استحالت مدفنا‏

ومن مؤلفات المطبوعة نذكر: إرم ذات العماد، قصة هاروت وماروت مسرحية، الحب الأول قصص، نيتشه ترجمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية