فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيتهم كفيل بأن يؤلف بين القلوب وعلى العكس تماما عندما يسيء البعض اختيار كلماته في الحديث مع الآخر تجر هذه الكلمات الشحناء والبغضاء، ومن يمتلك موهبة اختيار كلماته أمام الآخرين يعش بسعادة ورضا، ويكسب حب وتقدير الآخرين.
ويقدم خبراء السلوك القويم (الأتيكيت) بعدة نصائح لكسب الآخر خلال الحديث ومن ذلك
مناداة الناس بأسمائهم أو ألقابهم المحببة إليهم، وحتى لو كان ذلك بقصد المزاح لأن بعض المزاح غير المقبول من الآخر قد يتحول الى بغض ونزاع.
وهناك مثل عربي قديم يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار عند الكلام وهو (لكل مقام مقال) يقوم فن الكلام عند تطبيق هذا المثل على اختيار الموضوع والعبارات التي تتحدث فيها، فلا تحادث الناس بحزن في أفراحهم أو العكس، وكذلك تختلف العبارات عند الخاصة كالعلماء والمديرين عن العبارات التي تلفظ عند عامة الناس، وكل بحسب مهنته وثقافته ومستواه التعليمي.
وعلى من يرغب بإقامة علاقات اجتماعية ناجحة فعليه أن يتحدث المتكلم للآخرين بما يدخل السرور على أنفسهم في الحالات العادية وبما يواسيهم عند أحزانهم.
ومن المهم في هذا الصدد تقدير الحالات الخاصة عند المخاطب، فمثلا ليس من المناسب السخرية من الأعرج أو الأكتع عند أشخاص يعانون من ذات العاهة، أو يتحدث عن روعة علاقتك بالوالدين عند فتى يتيم.
وأهم نصيحة للمتحدث أن يوجز في كلامه، وليس إلى درجة (السكوت من ذهب) بل يمكن أن يضع المتحدث في ذهنه المثل القائل: (من كثر كلامه كثر خطؤه).