وهو الآن عضو مجمع اللغة العربية في دمشق يواصل نشاطه العلمي.
وتكريماً من طلابه ومحبيه صدر أكثر من كتاب يحتفي به وبما قدمه وآخر هذه الكتب كتاب الدكتور أحمد محمد قدور الذي جاء تحت عنوان «مازن المبارك جهوده العلمية وجهاده في سبيل العربية» وقد صدر الكتاب في دمشق عن دار الفكر ، ويقول الدكتور قدور: وقد كان من حسن الحظ ويمن الطالع أنني تتلمذت على يد الدكتور مبارك في مرحلة الدكتوراة وكنت من قبل أقرأ له وأشاهده في التلفاز فأعجب به وأتمنى لقاءه، ثم لما انقضت تلك السنون التي أمضيتها في جامعة دمشق أحضر بإشرافه رسالتي عن التطور الدلالي في مصنفات اللحن والتثقيف اللغوي حتى القرن العاشر الهجري، زادت صلتي بالدكتور المبارك حتى صارت صداقة راسخة وأخوة أبدية وشاء الله أن نلتقي في دبي نعمل معاً في قسم اللغة العربية من كلية الدراسات الإسلامية والعربية ونسكن متجاورين أربع سنوات عرفته فيها عن كثب فلم تزدني هذه المعرفة إلا قرباً منه، إذ وقفت على حسن أخلاقه وتبينت رجاحة عقله ورهافة حسه ومنتهى ذوقه وخواص عدالته.
ولقد أدركته في القسم وهوجم النشاط وكان على مشارف السبعين فسرت على نهجه وبقيت أنعم بتأييده وتشجيعه مهما اختلفت بيننا جهات الاجتهاد أو تعددت سبل العمل.
سيرة حياة
ولد الدكتور مازن المبارك في حي العمارة بدمشق عام 1930 وكانت دمشق تحت الانتداب الفرنسي وهي تعج بالنشاط الوطني والفكري فتفتح وعيه على الحركات الوطنية المطالبة بالاستقلال وماشاب ذلك من مظاهرات وإضرابات ، كما وعى منذ زمن مبكر شيئاً اسمه المجمع العلمي الذي كان بجوار بيتهم وكان والده عضواً فيه وكثيراً ماكان يلعب في فنائه منتظراً خروج والده من اجتماعات المجمع كذلك وعى مبكراً مآثر علمية وتاريخية كان والده يطلعه عليها كمنازل العلماء والراحلين وقبورهم وأضرحة الصالحين.
وكذلك كان للمكتبة التي يضعها بيت الأسرة أثر واضح في تعلقه بالكتاب ومعرفته بمعظم كتب التراث التي كانت تحويها المكتبة وكان والده وأخوه محمد يسلكان كل الوسائل التي تحببه بالكتب وقراءتها وتلخيصها.
كما كانت مساجد دمشق وخاصة مسجدها الجامع الأموي المجاور لبيت الأسرة تعج بالدروس لكبار شيوخ دمشق وكثيراً ماكانت دروس بعضهم تجذبه، فيجلس فيها مستمتعاً ويذكر الدكتور المبارك ممن كان يحضر دروسهم الشيخ الاسكندراني والشيخ عابدين اللذين كان يأنس بمجالسهما ويمضي الوقت مستمعاً إليهما أو مجاوراً لهما يقرأ في كتبه فقد كانت عادة كثير من الطلاب أن يدرسوا في المساجد لأسباب دينية واجتماعية.
الوعي اللغوي
ويقف الدكتور قدور عند كتاب المبارك الوعي اللغوي ويصل إلى استخلاص أهم عناصر الوعي اللغوي الذي أراد المؤلف أن يعبر عنه بوصفه جزءاً من وعي الأمة لذاتها ومن هذه الأهداف:
1- إن اللغة وسيلة للتواصل التاريخي والفكري بين الأجيال المحدثة وما سبقها من أجيال عبر عصور العرب والعربية وليست وسيلة محايدة للتفاهم بين الناس فقط.
2- إن اللغة وجه الفكر الناطق فيها صاغ الأجداد أفكارهم ومثلهم وبها عبروا عن ثمرات عقولهم وخلجات نفوسهم.
ولذلك لاتقدر أي لهجة عامية تصطنع أو لغة أجنبية تستورد أن تحل محلها في تقديم هذا الوجه ناصعاً متشرباً ملامح الأصالة.
3-إن اللغة العربية الفصحى كانت ومازالت دعامة كبرى من دعامات الوحدة ولاسيما على الصعيد الفكري.
4-إن العربية سبيل إلى إبراز النهضة العلمية والفكرية مصطبغة بالصبغة العربية الخالصة بعيداً عن الفرنجة وذوبان الشخصية وضياع الهوية.
5- إن العربية جزء من تكوين كل الناطقين بالعربية على اختلاف أعمالهم واختصاصاتهم لذلك وجب أن تكون في موضع الاهتمام والعناية لدى هؤلاء جميعاً فليست العناية بالعربية مقصورة على أصحاب الاختصاص أو مجامع اللغة دون سائر الناس من أهل العروبة والإسلام.
مؤلفاته:
قدم المبارك للمكتبة العربية أكثر من عشرين كتاباً يذكرها مؤلف الكتاب كلها ويعرف بها ولكننا نشير إلى أهمها:
قواعد اللغة العربية ( بالاشتراك) الزجاجي حياته وآثاره ومذهبه النحوي الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه.
الدليل في دراسة الأدب العربي (بالاشتراك)النحو (بحث في نشأة النحو وتاريخ العلة النحوية) النصوص اللغوية كموجز في تاريخ البلاغة - نحو وعي لغوي - مجتمع الهمذاني من خلال مقاماته، اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي مختارات شعرية (بالاشتراك ) أربعة أجزاء اللغة العربية لغير المختصين (بالاشتراك) فن تجويد العربية (أملية مستنسخة) مشروع الأنموذج المقترح لخطة تدريس اللغة العربية.وآدابها في الدرجة الجامعية الأولى في الوطن العربي (بالاشتراك) نصوص من الأدب العربي، مقالات في العربية.
وفي نهاية الكتاب يتوقف المؤلف عند حفل الاستقبال الذي أقيم لاستقبال مازن المبارك عضواً في مجمع اللغة العربية بتاريخ /20/أيلول 2006 وقد ألقيت في الحفل كلمات رئيس المجمع أنئذ المرحوم شاكر الفحام ثم كلمة الدكتور محمود السيد وبعد ذلك كلمة مازن المبارك.
بقي إلى أن نشير إلى أن الكتاب يقع في 150 صفحة من القطع الكبير.