تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جليلي في مؤتمر صحفي: أي حل للأزمة لا يمكن إلا أن يكون حلاً سورياً داخلياً

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 8-8-2012
وضاح عيسى

اكد الدكتور سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني ان ما يجري حاليا على الساحة السورية ليس بعيدا أو منفصلا عن موضوع احتضان سورية للمقاومة في فلسطين ولبنان ومؤازرتها لها

معتبرا ان كل هذا التآمر الذي يجري اليوم ضد سورية هو عبارة عن أحقاد دفينة يريد من خلالها أصحابها أن ينتقموا من الدور السوري المشرف والمميز في هذا المجال.‏

وقال جليلي في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الايرانية بدمشق ان الشعب السوري الشقيق يتمتع بثقافة وحضارة وفكر عميق وخاصة ان هذا التاريخ العميق عبر عن نفسه خلال العقود القليلة الماضية باشكال وصور عديدة وذلك عندما أخذ على عاتقه الوقوف الى جانب المقاومة والممانعة واحتضنها ومدها بأسباب القوة وهذا الامر شكل بحد ذاته مفخرة وعزة بالنسبة للمسلمين جميعا.‏

واضاف ان الفترات الماضية التي شهدنا من خلالها تألق حالة المقاومة والانتصارات المجيدة والمؤزرة التي كتبت لها سواء في أيار2000 عند اندحار قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب اللبناني أو الانتصار الكبير المؤزر الذي حققته المقاومة اللبنانية الباسلة ابان عدوان2006أو الانتصار الكبير الذي تمكنت مقاومة الشعب الفلسطيني من تحقيقه ابان عدوان غزة ما كانت لتتحقق لولا المساهمة الكبرى التي قام بها المجتمع السوري في مجال احتضان ومؤازرة المقاومة.‏

واكد ان المؤامرة التي تحاك ضد سورية ومدى الضغوط والعقوبات سواء أكانت السياسية أم الاقتصادية التي تفرض عليها في هذه المرحلة وما سببته من معاناة كبيرة بالنسبة لابناء الشعب السوري لا يمكن أن ننظر اليها بعيدا عن الارادة الكبيرة التي مثلها الشعب السوري طوال الفترة الماضية في مجال احتضان المقاومة ومؤازرتها.‏

وأضاف ان الولايات المتحدة التي طالما وفرت في الماضي الغطاء الكافي للكيان الصهيوني في جميع الاعمال الاجرامية والاعتداءات التي مارسها بحق الشعوب العربية والاسلامية ووفرت الملاذ الامن والغطاء السياسي لكل أنظمة الاستبداد والتسلط التي كانت مهيمنة ومسيطرة على مقدرات هذه المنطقة في الماضي لا يمكن ان تدعي انها حريصة على الديمقراطية في هذا البلد.. لافتا الى ان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والاطراف الارهابية وكل الاطراف المتحالفة في هذا المجال لا يمكن ان تدعي حرصا على حقوق الانسان والديمقراطية.‏

وقال:ان الشعب السوري من خلال وعيه يميز تماما الاطراف التي تريد ان تصل الى مصالحها من خلال ارسال الارهاب والاسلحة الفتاكة الى الداخل السوري وتريد ان تتدخل في ارادة هذا الشعب وهو لا يمكن ان يسمح لهذا الطرف او ذاك بان يتصرف بطريقة انتقائية ليرفع بعض الشعارات الزائفة من اجل ان يصل الى ما يريده من مآرب ومقاصد ولن يسمح ايضا لهذا الطرف او ذاك ان يتذرع بالديمقراطية او يلجأ الى المحافل الدولية من اجل ان يمارس انتقامه وحقده ضد سورية .‏

واضاف لا يمكن للديمقراطية ان تتحقق من خلال الارهاب او عن طريق ارسال السلاح والتدخل عنوة في شؤون الاخرين وهذا ليس كلامنا نحن بل هو كلام الاطراف المعنية التي قالت انها كانت تنتظر من بعض الاطراف ان تكون جزءا من الحل ومن العملية الديمقراطية في سورية .‏

وتساءل جليلي لماذا لم يستطع كوفي انان المبعوث الاممي الى سورية ان يستمر في مهمته.. ؟وانا من خلال اللقاءين اللذين جمعاني به طرحت عليه هذا السؤال وفي معرض اجابته قال لي ان بعض الدول التي تدعي انها اصبحت جزءا من الحل للازمة في سورية قد تحولت بالفعل الى جزء من المشكلة السورية.‏

وقال ان انان طرح على سؤالا حول ما هو الطريق الامثل لحل الازمة السورية؟ فقلت له ان هذا الحل يتمثل في كلمة واحدة لا غير وهذه الكلمة هي الديمقراطية الا ان الديمقراطية لا تبنى من خلال ارسال السلاح ولا يمكن ان تفرض فرضا من الخارج ونحن منذ أكثر من سنة طرحنا مبادرة سياسية رأينا انها تشكل مبادرة موضوعية لحل الازمة في سورية وطرحناها على كل الاطراف المعنية بالشأن السوري.‏

وبين ان النقطة الاولى من هذه المبادرة تتمثل في الوقف الفوري لعمليات اطلاق النار وسفك الدماء البريئة على الارض السورية وبالتالي العودة بسورية الى حالة الامن والهدوء والاستقرار وقال..من هنا نحن رحبنا بخطة انان ذات النقاط الست وقلنا له ان هذه النقاط يمكنها ان تشكل المدخل المناسب لوقف أعمال العنف في سورية والعودة بها الى حالة الامن والهدوء الا ان هذا الامر غير كاف وينبغي ان يفسح المجال واسعا امام الشعب السوري كي يعبر من خلال ارادته الحرة عما يريده لمستقبله ومصيره.. والخطوة الاولى في هذا المجال تتمثل في اتاحة الفرصة للدخول في عملية حوار داخلي بين كل اطياف الشعب السوري من اجل الوصول الى حل داخلي يرتكز على الديمقراطية والحوار الوطني الذي يؤدي الى بداية عملية سياسية.. الديمقراطية التي تطل برأسها من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الاوكار المسلحة.‏

ومضى قائلا: نحن نعتقد انه بعد توقف العنف وعودة الهدوء والاستقرار واتمام الحوار الوطني لمختلف اطياف الشعب السوري عندئذ يستطيع هذا الشعب ان يدلي برأيه بشكل حر ويعبر عما يريده وينبغي على جميع الاطراف دعم ما يريده هذا الشعب.. وبشكل مقابل يجب وقف أي نوع من انواع التدخلات الخارجية وان نرفع عن كاهل الشعب السوري كل ما يتعرض له جراء العقوبات التي تفرض عليه وخاصة الاقتصادية التي لا تؤثر بشكل سلبي الا على الشعب السوري .‏

واضاف انه لا ينبغي على جميع الاطراف ان تتوقف عن فرض هذه العقوبات فحسب بل يجب ان تكون هناك مبادرة انسانية عبر ارسال مساعدات للشعب السوري الذي هو بأمس الحاجة اليها في هذه المرحلة.‏

وعبر جليلي اعن اسفه لعدم اعطاء الاطراف المعنية اذنا مصغية للمبادرة الايرانية على الرغم من مرور سنة كاملة عليها الامر الذي ادى الى المزيد من الخسائر التي لحقت بأبناء الشعب السوري.. وقال: حتى هذه اللحظة لم يفت الاوان بعد وبامكان الجميع ان يتجاوبوا مع مثل هذه المبادرة لانها تشكل مدخلا مناسبا لانهاء هذه الازمة.‏

واكد ان الشعبين السوري والايراني اللذين تربطهما وشائج المودة والصداقة ينبغي ان يقفا الى جانب بعضهما بعضا في هذه المراحل الصعبة.‏

واعتبر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني ان الاطراف الاخرى التي تسلك دروبا اخرى في مجال التأثير على مجريات الازمة السورية من خلال ارسال المسلحين والارهابيين وتزويدهم بالاسلحة الفتاكة شريكة بشكل مباشر في سفك الدم السوري البريء معربا عن امله في ان يساهم الجميع بوقف عمليات العنف واراقة الدماء في سورية ومن اجل فتح الباب واسعا امام بدء عملية حوار وطني بين مختلف اطياف الشعب السوري لان هذا الامر بحد ذاته من شأنه ان يضع حدا نهائيا لهذه الازمة وان يسمح للشعب السوري ان يقرر مستقبله ومصيره بنفسه.‏

وردا على سؤال عن مستوى الدعم الذي تقدمه بلاده للحكومة السورية وللشعب السوري قال جليلي ان الشعب السوري واع وناضج وان القيادة السورية رشيدة وبالتالي هذا البلد بنظام حكمه وبشعبه بامكانه ان يقرر بنفسه ما يريد.‏

وعن ارتباط زيارته هذه بشكل مباشر بقضية المختطفين الايرانيين قال:نعم وللاسف الشديد فان كل الظواهر المؤسفة التي نرى انها تجري من حولنا اليوم لا يمكن لاي عاقل او صاحب ضمير حي ان يرضى بها.. واختطاف الاناس الابرياء الذين يذهبون لزيارة المقامات الدينية او الاعتداء عليهم لا يمكن لاي عاقل ان يقبل به .‏

واضاف:ان تلك الاطراف او الجهات التي تدعم هذه المجموعات الارهابية التي ترتكب مثل هذه الافعال المشينة سواء ماليا او اعلاميا هي شريكة تماما في هذا العمل الآثم. وحول موقف ايران من طريقة تعاطي تركيا مع الازمة في سورية قال: نحن قلنا ان حل الازمة السورية هو حل داخلي سوري ونامل من الجميع ان يحترم الحدود السورية سواء اكانت مادية ام معنوية وقلنا مرارا وتكرارا ان الامن هو كل لا يتجزأ فاذا اعتقد البعض ان زعزعة الامن والاستقرار في سورية من شانه ان يخدم حالة الامن والاستقرار في بقية المنطقة فهو يقع في خطأ استراتيجي كبير.‏

وعن الحل الواقعي للازمة في سورية في ظل وجود دول تسلح المعارضة اكد جليلي اذا كان هناك بعض الاطراف التي تدعي الغيرة على سورية وحرصها على ارساء الديمقراطية في ربوعها فينبغي ان تبادر فورا في الاتجاه الذي يعمل على وقف العنف ووقف ارسال الارهابيين لها معتبرا ان مبادرة انان ببنودها الستة تشكل مدخلا طبيعيا مناسبا من اجل بدء العملية السياسية وان الاطراف التي وقفت حجر عثرة امام انان وامام خطته ينبغي ان يوضعوا موضع المساءلة امام الرأي العام العالمي.‏

وحول مؤتمر طهران لبحث الازمة السورية اوضح جليلي ان الاجتماع الذي تمت الدعوة اليه وسينعقد يوم الخميس المقبل يرتكز الى المحاور التي اتيت عليها الان في سياق حديثي.. أي انه ينبغي على الجميع ان يسمح للشعب السوري ان يقرر من خلال ارادته الوطنية الحرة ماذا يريد لمستقبله ومصيره ومنع التدخلات الخارجية ووقف الممارسات التي تؤدي الى زيادة معاناة الشعب السوري.. ونحن وجهنا دعوات لمجموعة من الدول وهناك عدد كبير منها سوف يشارك في الاجتماع.‏

وفي رده على سؤال «للثورة» عما اذا كانت طهران تجد ان هناك فرصة للحل ام ان المنطقة تتجه الى التصعيد.. وامكانية الضغط على الدول الاطراف في الازمة؟ قال جليلي: ينبغي على الجميع ان يقف في الصف المواجه لتلك الاطراف التي تحتكم على مراكز الثروة والسطوة وترمي من خلال تدخلاتها في الازمة السورية الى بلوغ مقاصدها الخاصة..والديمقراطية لا يمكن ان تتبلور بشكل من الاشكال من خلال مراكز السطوة والثروة التي لا تريد الخير لسورية بل ترمي فقط للوصول الى اهدافها ومآربها واحد الاهداف الاساسية لاجتماع طهران هو هذا الامر تحديدا ونحن لدينا وثيقة مؤكدة ودامغة تقول ان الولايات المتحدة الامريكية تعترف ان الاطراف الارهابية تتسلل الى الارض السورية وتمارس اعمال العنف في هذا البلد.. والسؤال الطبيعي والبديهي الذي يجب ان يوجه الى الادارة الامريكية هو انها اذا كانت تعترف بشكل صريح بتسلل الارهابيين الذين يمعنون في القتل والارهاب في هذا البلد فكيف لها ان توفر مظلة للاطراف التي تدعم مثل هذه الاعمال الارهابية التي تسفك الدم السوري يوما بعد يوم؟.‏

واذا اردنا للعملية السياسية ان تنطلق وللحوار السياسي ان ينجح فينبغي ان نقوم بالخطوة الاولى التي تؤدي الى الوقف الفوري لاعمال العنف واراقة الدماء.. ونعتقد انه في ظل الظروف الراهنة فان افضل مبادرة سياسية هي السير قدما في مبادرة انان مؤكدا ان طريق الحل في سورية سياسي وليس عسكريا وان سماح بعض الاطراف بدخول الاسلحة عبر الحدود لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يخدم مصلحة الشعب السوري..وهناك موقف مبدئي لايران بانها لن تقبل باي شكل من الاشكال ان يبادر طرف ما الى فرض ارادته من خلال التدخل العسكري ضد الاخرين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية