وحسب تطور المجتمعات وتقدمها, غير أن هذه النظرة اقترنت في كثير من الأحيان بمزاجية الرجل وثقافته, ولاسيما في المجتمعات النامية التي تنظر إلى المرأة نظرة دونية مهما بلغت من تقدم وعلو. وبعد أن تطور العصر وتبدلت المفاهيم والأفكار ساد مصطلح المرأة العصرية, بين الأوساط النسائية بل إن هذا المصطلح أصبح ظاهرة اجتماعية واكتسب صفة عالمية في مرات عديدة ولكن في مجتمعاتنا المحلية كيف ينظر إلى المرأة العصرية? ويتساءل المرء هل حقاً توجد امرأة عصرية? وإذا وجدت كيف تكون مواصفاتها? شكلها? لونها? وهل هناك فرق بين امرأة عصرية وأخرى غير عصرية.
تتفاوت الآراء وتختلف وجهات النظر حول المرأة العصرية فمنهم من يعتقد أنها المرأة الجميلة والجذابة ومنهم من يقول إنها التي تركض وراء الموضة وتركب موجة العصر والبعض الآخر يرى الثقافة والتعليم هي مواصفات المرأة العصرية وآخرون يصنفونها في شكلين:
الأول المرأة التي اندمجت مع مجتمعها وحافظت على تقاليدها وعاداتها الصحية.
والثاني هي التي رفضت تلك العادات وراحت تبرز مفاتنها لكي تلفت انتباه الشباب وإذا كان خالد يعترف بوجود المرأة العصرية فإن عمر صاحب محل الألبسة ينفي بشكل قاطع وجود امرأة عصرية وحضارية والسبب أن المرأة تركت كل شيء وركضت وراء الموضة والمظاهر الخارجية فيما يعتقد جلال بأنها هي المهتمة بزوجها وأولادها وتفكر بالمستقبل في ثوب عصري لا امرأة عصرية.
ومما لا شك فيه أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في ترسيخ مفهوم المرأة العصرية في البلدان النامية فمن خلال إعلان إذاعي وتلفزيوني يخاطب عواطف المرأة يمكن إقناعها بأنه من خلال فستان جميل يمكن أن تصبح سيدة عصرية ومعروفة في المجتمع حسب ما تقول نورا وتضيف إن التلفزيون حول المرأة إلى مخلوق مهووس بجمال الشكل الخارجي.
نظرة مختلفة:
إن الصورة التي كونها الرجل عن المرأة لا تزال متداولة حتى وقتنا الحاضر رغم الانفتاح الذي حصل إذاً فكيف يعترف الرجل بوجود المرأة المتعلمة المتحضرة?.
هكذا تقول رنا وتصر أن نظرة الرجل حول المرأة لن تتغير مهما وصلت إلى أعلى درجات الحضارة, وتبرر موقفها بأن الشباب يركضون عادة وراء الفتاة الجميلة ومن خلال دراستها الجامعية وجدت سلاف الشباب الجامعي يهتم أكثر بالجينز ومفاهيم العصرنة وفتيات المودرن ومن جهتها لا تلوم هؤلاء الشباب, بسبب ما يشاهدونه من إغراء وجمال على شاشة التلفزيون.