أما الحديث عبر الهاتف فلا ينقطع أبداً, كانت كل واحدة عبارة عن كتاب مفتوح أمام الأخرى
تزوجت ندىً ورغم مشاغلها الجديدة وحياتها الزوجية الا أن ذلك لم يمنع اتصالها بصديقتها رجاء .و بعدعام رزقت بطفلها الأول ثم طفلها الثاني فزادت مشاغلها, حيث البيت والأولاد والزوج والتدريس كل ذلك جعل ندى تنسى واجباتها تجاه صديقتها .
مرحلة عصيبة
في أحد الأيام بينما كانت رجاء تصعد إلى البناءالذي تسكن فيه رأتها ندى ونادتها بأعلى صوتها إلا أن رجاءلم ترد عليها لأنها لم تسمعها فلحقت ندى بصديقتها وهنا سألت حارس البناءعن الشقة التي تسكن فيها فأخبرها وعندما دقت الباب كان الذي فتح لها باب الشقة زوجها وعندما رأته توقف لسانها عن الكلام, ولم تنطق بأي كلمة وكأن الموقف كان أكبر من أن تستوعبه فانطلقت إلى الشارع وهي تبكي, وعادت إلى بيتها تحتضن طفليها, والدموع تملأ عينيها وهي تلوم نفسها لأنها وثقت بصديقتها كل هذه الثقة.
سمر ورنا اكثر من صديقتين, كلتاهما من أسرة غنية, علاقتهما كانتا شبه مثالية, نجحتا بكافة سني الدراسة بتفوق, وقبل ان يفترقا عن بعضهما البعض, ودعت كل منهما الأخرى بعناق حار, وتبادلتا العناوين سافرت كل منهما إلى أهلها, والدموع تملأ كلتا عيني كل منهما.
تزوجت سمر من مهندس شاب على درجة عالية من الكفاءة.,
أما رنا فقد تقدمت للعمل لإحدى الشركات بالمدينة, وقبلت للعمل بمركز مرموق, عندما وصلها خبر قبولها بالشركة, طارت من الفرحة, فرحتها بالوظيفة وفرحتها الثانية كونها ستزور صديقتها وسوف تلتقي بها بعد غياب طويل, ما أقلقها كثيرا, موضوع إيجاد مسكن مناسب لها, فمنزلها بعيد عن مكان عملها, بحيث لا تستطيع السفر يوميا من والى بيتها ومكان عملها, فكان لا بد لها من سكن مناسب لها كي تستأجره, وبعد طول عناء وتعب من البحث والتفتيش عن شقة مناسبة تسكن بها, لم تجد مرادها, فاضطرت للجوء إلى صديقتها الحميمة, كي تساعدها في تحقيق بغيتها, كان لقاؤها بصديقتها وديا وحارا ومثيرا.
بل كانت تشعر بأنها واحدة من الأسرة, جميع الحواجز بينها وبينهم كسرتها, فأصبحت تظهر بملابس النوم امام صديقتها وزوجها بدون خجل أو وجل, كان الزوج سعيدا لكسر هذه الحواجز بينهم, أما زوجته فلم تكن لتكترث بالأمر كثيرا.
في يوم من الأيام الرومانسية الحالمة, فاجأ الزوج صديقة زوجته بالإفصاح عن حبه الشديد لها وحضنها وقبلها بعنف شديد, دون سابق إنذار, فاستجابت لقبلاته, بقبلات اشد منها عنفا.
لكنها رجته ان يبتعد عنها خوفا من ان تراهما زوجته, فابتعد عنها تحت ضغط منها ومن إلحاحها, وحتى يبعد الخوف عنها, هذا الخوف الذي أصبح يتملكها كثيرا, صار الزوج, بعد طعام العشاء وتناول الشاي يوميا, يدس لزوجته دواء منوما, يضعه لها في كأس الشاي فتغط زوجته في نوم عميق حتى الصباح, ويخلو الجو للزوج وللصديقة .
في أحد الأيام, فاجأ الزوج زوجته وصديقتها بأنة تمكن من الحصول على سكن مناسب لرنا , انتقلت رناإلى منزلها الجديد, احتارت الزوجة بأمر زوجها والسر وراء اختفاء زوجها كل يوم وفي نفس الوقت, وبدأت الشكوك تساورها بعنف, ودون ان يشعر بها احد, تابعت خطواته كل يوم بحذر شديد, إلى ان رأته يدخل منزلا, لم تكن تعلم بأنة منزل صديقتها العزيزة, وأسرعت إلى نافذته تراقب الوضع دون ان يشعر احد بها, إلى ان شاهدت بأم عينها, المنظر الرهيب الذي افقدها وعيها, فقد رأت صديقتها الحميمة, لم تكن لتصدق ما رأته بأم عينيها, فصرخت من النافذة في وجه صديقتها بأنها توقعت كل شيء من زوجها ومع كل السيدات, إلا ما يحدث معها هي.
والمفارقة ان الزوج رفض الزواج بالصديقة الخائنة معتبرا بأن عشيقته لا تستحق أن تكون زوجة له, لقناعته بأن المرأة التي تخون صديقتها الحميمة, يمكن لها ان تخون زوجها مرة أخرى, لم يكن ليدرك انه هو أيضا في موقع الخيانة, وهو خائن لزوجته, وانه هو ملام ايضا, بقدر اللوم الذي يقع على عشيقته, بل ملام أكثر منها بدرجات.
الخيانة في حقيقة الأمر لا تقتصر على شخص واحد فقط ولا يمكن أبداً أن نجيرها مثلاً للرجل دون المرأة ولا لامرأة دون رجل خصوصاً وأنها تتم برضا الطرفين وموافقتهما, فلا يمكن أن نقول بأن الرجل أكثر خيانة من المرأة والعكس صحيح وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن أي خيانة في الدنيا تكون بطلها رجل وامرأة معاً فلن تحدث خيانة برجل دون امرأة ولا بامرأة دون رجل, فلو غاب أحدهما لم تكن هناك خيانة على الإطلاق.