|
ماذا تريد المرأة منه..? امرأة ورجل هل حقيقة ان الرجل يظل محور حياة المرأة مهما حققت من نجاحات على صعيد حياتها العملية, بعكس الرجل الذي يدور في حلقة نجاحاته الى نهاية عمره?! هل رغبة المرأة الدفينة في ان يشاركها الرجل لحظات سعادتها, هي التي ترغمها على غض الطرف عمّا يقوم به من هفوات ضدها?! هل الهاجس النفسي الذي تحيا في اجوائه المرأة, يرجع الى التربية الاسرية والموروثات الاجتماعية, التي اوعزت للمرأة ان الرجل يمثل درع الحماية لها من سقطات الايام?! هل هذه التبريرات هي التي تدفعها الى رمي آمالها وطموحاتها في هوة النسيان, من اجل التعلق بأذيال الرجل? تقول شير هايت في كتابها (النساء والحب), ان النساء جديرات بالاعجاب, لانهن يحاولن ان يعشن حياة شبه مستحيلة في عالم جعل منهن دوما كبش فداء للرجل الذي منحه المجتمع حقوقا اكبر. ان المرأة في العصر الحالي تعيش ضغوطا نفسية واجتماعية واقتصادية,فباتت تركض في منعطفات الحياة لتشارك الزوج اعباءه الاسرية من ناحية, وتحمّل مسؤوليات بيتها واولادها من ناحية اخر. اين يكمن مفتاح الخلل في القضية الازلية التي تحكم علاقة المرأة بالرجل?! كيف يمكن التواصل بين موجب وسالب دون ان يحدث حريق يأتي على الاخضر واليابس في العلاقة الزوجية?! تتساءل زوجة مقهورة.. انني اتساءل لماذا تتغير مشاعر الزوج بعد سنوات قليلة من الزواج?! لماذا يثني على طموحاتها في البداية, ثم لاحقا يحبط من عزيمتها, ويغار من نجاحاتها, ويكيل لها التهم بانها اهملته واولاده من اجل تحقيق ذاتها! وان ليس من حقها الاعتراض او التبرّم او الشكوى, وان مناقشته في امور تخص حياتهما يعني خروجها عن طوعه?! لقد طفت على السطح حالات غريبة لجأت فيها المرأة الى العنف, وتم تسجيل عدة جرائم قامت بها المرأة في حق الرجل. هل هذه الافعال المناقضة للطبيعة الانثوية كما تقول شير هايت في كتابها (النساء والحب), تعود الى ان النساء يحقدن على التاريخ لانه استبعدهن كآدميات, وان هذا الشعور المتفاقم لديهن هو الذي يدفعهن اليوم الى نزع حقوقهن من الرجل بأساليب دموية?! لايمكن ان تتقلص حالات العنف الاسري طالما الطفل الذكر يتربى على نزعة السيطرة والفوقية على اخته الانثى! ان يدرك الرجل ان تقديره لمكانة المرأة لا يقلل من شأنه بل يرفع من مكانته في نظرها. فالمرأة والرجل يسيران في قارب واحد, والتجديف بمجدافين يحميه من فقدان توازنه, حتى يرسو عند شاطئه الاخير بأمان.
|