لجنة التحكيم استبعدت أحد المشاركين على الرغم من إعجابهم برقصة والسبب هوالملابس التي ارتداها ورقصه (اللاذكوري) كما جاء في تعليق اللجنة.
حقيقة تؤكد أن من يقود الاعلام هناك يدرك تماماً خطورة تقديم نجم يتماهى به المعجبون يكون عبارة عن شخصية غير سوية لنجم أو شاب..
لجنة التحكيم شرحت وجهة نظرها بأن الهيئة والأداء الرجولي مطلوبان حتى لو كانت المسابقة, مسابقة رقص.
أما في إعلامنا العربي فالصورة معكوسة, فقد فلت اللجام, وأصبح ذاك الاعلام مهداً يرعى الشذوذ والسلوكيات غير السوية ويقدم النماذج الغريبة في الاعلام العربي الخاص وحتى الرسمي يرعيان السقوط بكل أشكاله, حيث تبرز إحداهن في فيديو كليب رخيص فنراها بعد شهر نجمة سينما.. والأمر تجاوز الأنثى.. فها هو سعد الصغير يرقص (رقصاً رجولياً) خالصاً ومعه فرقة رجالية خالصة تقوم بحركاته نفسها..
وبفضل الاعلام أصبح نجماً مشهوراً يشارك في البرامج التلفزيونية ويقدم وصلاته في الرقص (الرجولي الخالص)..
وسعد الصغير امتداد لظاهرة الانقلاب في هيئة وشكل النجم في وسائل الاعلام وانعكاساته على أرض الواقع..
لقد أهانت تلك الصورة الرجل وأحدثت انقلاباً في شكله ومن ثم في تصرفاته.. حيث فرض الاعلام تحول الرجل من الخشونة الى الليونة ونعومة الصوت وتشذيب الحواجب وتلميع الشعر وفتح أزرار القميص وإظهار الكتف.
لقد اختفت صورة الرجل, واختفت معاني الرجولة مع ما أحدثته صورة النجومية الحديثة من إخلال بالفطرة السليمة التي تقتضي أن يكون الرجل رجلاً في صورته ليكون رجلاً في تصرفاته.
ليس غريباً أن نفتقر الى وجود الرجل, وليس غريباً أن يكون بعض الرجال أنصافاً أو أشباه رجال..
الاعلام اليوم يفتح قنوات فضائية ليتكسب من سلعة المرأة والرجل أيضاً.. يسخرون الوقت من أجل تجميل المرأة وجعلها مثيرة أكثر لكي ترضي الرجل..
يكرس الاعلام اختلال الأدوار ويرعى كل أشكال السقوط, ويعلي من قدر الأنثى, ويسقط الرجل أكثر.. فلم نعد نرى المرأة.. ولم نعد نرى الرجل الحقيقي, وكأنه خرج ولم يعد.