تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شركاء الناتو الموسع

عن صحيفة المانيفستو
متابعات سياسية
الأحد 21-12-2014
 ترجمة: دلال ابراهيم

منذ تفكك الاتحاد السوفييتي تحول حلف شمال الناتو إلى أداة عالمية للامبريالية الأميركية . وبالفعل فقد تم دمج دول الخليج العربي ( باستثناء كل من اليمن وعُمان) مع الحلف إلى جانب إسرائيل . وهكذا لم تؤول قطر جهداً في تقديم الغطاء إلى المرتزقة المستخدمين من قبل حلف الناتو في ليبيا.

هذا وقد أحيا الحلف الذكرى العاشرة ( لمبادرة اسطنبول للتعاون ) في قطر في الحادي عشر من الشهر الجاري . وبمناسبة موسم الأعياد لدى الناتو , فقد أحيا الحلف أيضاً في عمان من التاسع إلى العاشر من الشهر الجاري الذكرى العشرين ( للحوار المتوسطي ) وقد حضر الاحتفال الأمين العام للحلف حينس شتولتنبرج إلى جانب  28 عن مجلس شمال الأطلسي وكذلك سفراء سبع دول مشاركة : هم الجزائر ومصر والأردن وإسرائيل والمغرب وموريتانيا وتونس . وقبل هذا التاريخ بثلاثة أعوام أشار شتولتنبرج « خلال العمليات التي كان يجريها الناتو الهادفة إلى حماية الشعب الليبي ساهم الأردن كما المغرب في تقديم مساهمات عسكرية كبيرة للحلف , وهذا كان نتاج أعوام من التعاون العسكري بين بلداننا .»‏

وضمن هذا السياق , ينص « الحوار المتوسطي « , في الواقع على تدريب ضباط من الدول الشريكة في الأكاديمية العسكرية للناتو , بما في ذلك كلية الدفاع في روما ومثلها تدريب قوات خاصة تجريها فرق التدريب المتنقلة المرسلة من قبل الناتو إلى المكان . ويضاف إلى هذه الأنشطة تلك المقررة من قبل « برامج التعاون الإفرادي «  للناتو لكل دولة من الدول السبع على حدة .‏

والأكثر أهمية هي الشراكة مع إسرائيل التي صادق عليها الناتو في كانون الأول من عام 2008 , أي قبل ثلاثة أسابيع من عملية ( الرصاص المصهور ) ضد قطاع غزة . وينص الاتفاق على ربط إسرائيل بالنظام الالكتروني لحلف شمال الأطلسي وزيادة التدريبات العسكرية المشتركة والتعاون في صناعة الأسلحة , وحتى التوسع في « التعاون ضد الانتشار النووي « ( مع تجاهل أن إسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة , والتي ترفض التوقيع على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي ورفض اقتراح الأمم المتحدة من أجل عقد مؤتمر لنزع الأسلحة النووية من منطقة الشرق الأوسط « . وشدد شتولتنبرج قائلاً «  مع تشكل الدولة الإسلامية ( داعش )  والطريقة التي ينتشر فيها العنف والكراهية على كامل منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط يصبح هذا التآزر بيننا أكثر ضرورة من أي وقت مضى « وفي إشارة له إلى الأردن وصفها بأنها ( جزيرة مستقرة وسط بحر مضطرب ) وأثنا على ( مساهمتها في استقرار المنطقة ولعملياتها مع دول حلف شمال الأطلسي ) .‏

مع العلم أن هذا الثناء جاء في وقته ومحله , نظراً لأن الأردن ساهمت في إنشاء « بحر مضطرب « من خلال مساهمتها في البداية في الحرب التي شنها حلف الناتو لتدمير ليبيا , ومن ثم في الحرب التي يقودها الناتو ضد سورية بشكل سري . إن الأردن كما تركيا تشكل القاعدة الأساس المتقدمة لهذا التعاون القائم أيضاً على التعاون والتآزر مع إسرائيل والهادف ليس إلى تدمير الدولة الإسلامية , وإنما إلى تدمير الدولة السورية . وعبر شتولتنبيرج عبر هذا الثناء عن تقديره للقوات العسكرية الأردنية التي تشكل حالياً جزء من ( قوات الرد للناتو ) .‏

في 11 كانون الأول الجاري المصادف للذكرى العشرين لولادة ( الحوار المتوسطي ) الذي جرى الاحتفاء فيه  , ذهب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي و28 ممثلاً لمجلس شمال الأطلسي إلى الدوحة في قطر للاحتفاء أيضاً بالذكرى العاشرة ( لمبادرة اسطنبول للتعاون ) والشراكة بين الناتو وأربع مشيخات خليجية هي البحرين والإمارات العربية والكويت وقطر . فيما أشار شتولتينبرج إلى أن « الحملة على ليبيا تعتبر مثالاً على كيفية عمل الناتو مع شركائه الخليجيين « وفي الحرب ضد ليبيا برزت قطر , والتي كما أعلن رئيس هيئة الأركان بنفسه أدخلت  إلى ليبيا تسللاً آلاف المرتزقة من الكوماندوس بأوامر من البنتاغون . وقطر هي نفسها حالياً , وفق خلاصة تحقيق نشرته صحيفة الفايننشال تايمز تنفق مليارات الدولارات من أجل تمويل وتسليح المجموعات الإسلامية التي تقاتل الدولة السورية , ومن بينها داعش , والمدعومة كذلك الأمر من قبل الكويت والسعودية .‏

فهل كان من قبيل الصدفة ألا يشير الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى داعش وهو في الدوحة ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية