أشار فيها بداية إلى المرحلة التي عاش فيها كمال فوزي الشرابي الذي ولد في اب 1923 في دمشق، وتابع دراسته ما قبل الجامعية في محافظتي طرطوس واللاذقية بحكم عمل والده، ثم عاد إلى دمشق ملتحقا بكلية الحقوق التي تخرج منها.
وبدوره أكد المحاضر على دور الشرابي في فترة المرحلة ما قبل الجامعية مباشرة، حيث درس في الكلية العلمية الوطنية، واصدر هناك مجلة الصرخة، وكان من زملائه انئذ نزار قباني وعبد الغني العطري، وسواهم، كما اصدر في العام 1946 في اللاذقية مجلة القيثارة التي استمرت سنة كاملة وكانت مجلة شهرية استقطبت اقلاما اصبحت مبدعة فيما بعد من امثال نزار قباني، ادونيس.....
إضافة إلى اقلام كانت مبدعة في حينها واغنت المجلة بشعرها (نديم محمد، بدوي الجبل، عمر ابوريشة....).
وقد ركزت المجلة على التذوق الشعري وعلى الترجمات في مجال الشعر والفنون، وقد عرف في وقت مبكر الادب الغربي والفنون الغربية واعلامهما.
وفي العام 1960 أصدر الشرابي مجموعته الشعرية الاولى «قُبلٌ لا تنتهي»، وفي العام 1972 أصدر مجموعته الثانية «الحرية والبنادق»، أما في تسعينيات القرن الماضي فقد اصدر مجموعته الثالثة «قصائد الحب والورد» ليصدر في عام 2000 مجموعة المشاركة مع شهداء اخرين بعنوان «قصائد حب دمشقية».
لم يكتف الشرابي بالابداعات الشعرية فقط وانما بذل جهدا خاصا في مجال الترجمة من اللغتين الفرنسية والانكليزية اللتين كان يتقنهما، واغنى المكتبة العربية بترجمات الكثير من الكتب والاشعار والاعلام وكذلك نشر في الدوريات ولا سيما في صحف ومجلات اتحاد الكتاب العرب وجريدة الثورة وملحقها ومجلة المعرفة السورية ايضا الصادرة عن وزارة الثقافة.
أما ترجماته فكانت هامة جدا، فمنذ العام 1964 وحتى بعد وفاته بشهر لم يخل عدد من المعرفة من دراسة أوترجمة أوبحث له، من مثل ترجمتيه الهامتين بمجموعتي «عزمي المورلي» في كتابه «اقتراب»، و«رؤى».
كما أشار المحاضر إلى أن الشرابي كان فارس المنتديات والمحافل الثقافية واحيا عشرات إن لم نقل المئات من الامسيات، إضافة إلى المحاضرات التي القاها في العديد من المراكز الثقافية، واكد كلاس أن الشرابي يجب ألا يفهم كشاعر غزل فقط، بل كان شاعرا وطنيا انسانيا تغنى بالوطن ودمشق واعرب عن امتنانه للكادحين والايدي التي تبني الوطن كما كان لشعره نفحة روحانية يجمل في طياته التحدي والاصرار على نيل الحقوق وتجلى ذلك في قصائده عن العراق وفلسطين ولبنان.
كما شارك الشرابي في العديد من النشاطات ولا سيما التكريمية منها واحياء ذكرى الكبار كمهرجان رياض عيسى المعلوف، وتقريظ ايوان زحلة لاندريه عقل في لبنان، كما كان الشرابي ضيفا عزيزا ودائما على مهرجان دمشق للثقافة والتراث في اكثر من دورة.
رحل كمال فوزي الشرابي عن دنيانا بـ 3-1-2009، وجدير بالذكر أن معظم الاشعار التي استشهد بها المحاضر كانت مخطوطات أودعها عندها الشرابي ولم تكن منشورة في مجموعاته الشعرية، كما نوه المحاضر كلاس أن كتابا قيد الصدور عن الهيئة العامة السورية للكتاب يتضمن سيرة ومسيرة الشاعر كمال فوزي الشرابي، ومن اشعاره نقتطف:
لا ترضخن كما العبيد.. للهم والالم العنيد
بعثر كأوراق الخريف.. مخاوف الوهم الوليد
فالوهم أقتل للفتى.. من طعنة السيف الحديد
كن كالجبال الشم.. تهزأ بالشواطئ من بعيد
فالعمر وقفة عنفوان.. والردى نصر الشهيد
ومن شعره ايضا:
آت إليك.. كنجمة زرقاء يفرحها السفر
كفناء شحرور.. يبوح بحبه وقت السحر
كشعاع شمس.. دافئ يرويك بالقبل العزز
آت اليك.. أنا وانت نعيش لحنا في الوتر
الشوق يعزفنا.. وتسكرنا حلاوات السمر
منا الصباح.. وسحر ريشته وألوان الصور
آت اليك.. كما السما تصحولتحتضن القمر
مبادرة جديدة ذاك التعاون بين اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق والجمعية الجغرافية السورية ما جعل الامسية أكثر فاعلية وحضورا حتى كادت قاعة الجمعية تغص بالحضور اللافت، وهي خطوة جديرة بالاهتمام.