هذا بالإضافة إلى تلك الحصانة الاجتماعية التي تمنحها القيم إلى النشء لجهة عدم وقوعه في براثن الانحراف والجريمة والسلوكيات الخاطئة.
خارج السيطرة ..
السيدة دلال محمد (ربة منزل )قالت :إنها تعاني كثيراً مع أولادها الذين أصبحوا في سن المراهقة بعد أن باتوا خارج سيطرتها وسيطرة والدهم الذي يقوم بضربهم في أغلب الأحيان نتيجة سلوكياتهم الخاطئة والمتكررة كالتدخين ومخاطبة بعضهم بألفاظ نابية بالإضافة إلى عراكهم المستمر فيما بينهم، وعزت السيدة دلال هذا الانحراف الخطير في سلوك أبنائها إلى عدم تنشئتهم بالشكل التربوي الصحيح القائم على القيم والمفاهيم والمبادئ وهم أطفال صغار لأنها كانت تتركهم للشارع وللجيران بشكل منفلت وغير منضبط .
أما السيدة رهام خليل فقالت بدورها :إن أولادها مؤدبون جدا ولا يقومون بأي تصرف أو سلوك خاطئ أو منحرف ولم يحصل أن اشتكى أحد من معلميهم أو من الجيران أو من الأقرباء بل العكس تماماً فقد كان الجميع يشيد بأخلاقياتهم وتربيتهم، وعزت خليل هذا السلوك الاجتماعي القويم إلى التنشئة الصحيحة لأبنائها منذ نعومة أظفارهم وغرسها القيم والأخلاق والمبادئ في نفوسهم وعقولهم .
دور الأسرة ..
الدكتور يعرب نبهان الأستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق بيّن أن التنشئة الاجتماعية الصحيحة للفرد تعتبر إحدى الركائز الأساسية في بناء شخصية الإنسان وسلوكه وعاداته وتصرفاته وثقافته ،وأكد نبهان على الدور الكبير الذي يجب إن تضطلع به الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية وتوجيه سلوك أفرادها حيث تتجلى أهمية هذا الدور الذي تقوم به الأسرة في علمية التنشئة الاجتماعية في جانبين أساسيين ، الأول :هو الجانب الوقائي الذي يعني الدور الذي تقوم به الأسرة في سبيل تحصين أفرادها ضد جميع المؤثرات الضارة و السلبية في المجتمع، سواء كانت صحية أو فكرية أو اجتماعية في المراحل المختلفة من أعمارهم.
أما الثاني: فهو الجانب العلاجي وهي عملية لاحقه في حال وجود أي خلل في العملية الوقائية السابقة حيث تقوم الأسرة بمتابعة سلوكيات أفرادها بصفة مستمرة وتلمس أماكن الخلل وتسارع في معالجتها قبل أن تترجم إلى أفعال ضارة بالفرد والأسرة والمجتمع.
التنشئة الثقافية..
وأضاف الدكتور نبهان :إن التنشئة الأخلاقية تلعب أيضاً دوراً كبيراً في بناء وتكوين ثقافة وشخصية الإنسان بشكل صحيح وواع ويتجلى ذلك عبر غرس القيم والمعايير الأخلاقية وتوضيح فائدتها لهم في حياتهم الاجتماعية فالصدق والأمانة والوفاء بالوعد والشرف والكرامة وحسن السلوك جميعها قيم خفية لا تظهر إلا في تعامل الأفراد وتفاعلهم مع بعضهم البعض، ولأن الأفراد يعيشون أولاً في إطار أسرة فهم يتعلمون منها ويتشربون المعايير الأخلاقية من خلال القول المدعوم بالفعل والذي يلاحظونه في التعامل والعلاقات داخل الأسرة من جهة وعلاقة وتصرفات الأسرة في المجتمع الخارجي من جهة أخرى...
وبين الدكتور نبهان :أن التنشئة الثقافية لها اثر كبير في بناء إنسان قويم وصحيح وهي تعني تنمية المعارف وتوسيع المدارك التي يفترض أن تقوم بها الأسرة من خلال تنمية معارف الأبناء بالخبرات البشرية السابقة والحاضرة وتعريفهم ببعض المواقف وكيفية التصرف فيها بما في ذلك من قضايا ومشكلات وخلافات فهذا يكسب الفرد الاتزان والقدرة على التصرف في الكثير من المواقف وتحكيم العقل على الفعل.