تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واحد من ثلاثة.. وحكاية السوريين مستمرة..

مجتمع
الأحد 21-12-2014
غـانـم مـحـمـد

في كل يوم جديد تفرد لنا الحكاية السورية المستمرة والمتجددة مقطعاً جديداً من ألقها وعنفوانها وعمق أصالتها،

ومع كل شروق شمس يثبت الإنسان السوري أنه ابن الحياة وعاشقها وإن عزيمته لا تلين ولا تفتر ولا تستطيع قوة في العالم أن تجرده من "سوريته"...‏‏

بعد غياب أكثر من سنة بسبب الحصار الذي عانى منه مع رفاقه الأشاوس في وادي الضيف في محافظة إدلب عاد "إياد" إلى أهله سالماً غانماً، وكان من الطبيعي أن ترسم عودته الفرحة على وجوه أهله وأقاربه ومعارفه وكل أبناء قريته، وكان من المنتظر أن يكون السؤال الأول الذي يوجهه إياد إلى أهله: ما هي أخبار شقيقيه المخطوفين منذ مدة أطول، وأن يكون لهذا السؤال ارتداداته المحزنة وهو ما كان لكن للحظات لأنه والكلام لأهله: أبناؤنا جزء من ضريبة السيادة والعزة والكبرياء ندفعها راضيين بما كتبه الله لنا وبما تفرضه الوطنية علينا ولم ولن نساوم على هذه القيم والمبادئ...‏‏

من الصعب أن يعبّر الإنسان عن كل ما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس تتدفق متسارعة حيناً ومتناقضة أحياناً أخرى لكنها والتاريخ يشهد أنها لم تنبض إلا بحبّ الأرض وبحبّ البذل والفداء في سبيلها..‏‏

في مثل هذه الحالات والمواقف يتبلور معدن الإنسان السوري، لم يذهب أقارب هذا البطل الصامد وحدهم لاستقباله أو ليقولوا له (الحمد لله على السلامة) بل لم يبق أحد في القرية إلا وذهب لذات الأمر فكل فرد من أفراد جيشنا العربي السوري هو ابن الجميع وهو حبيب الجميع ولهذا يصمد أشاوس جيشنا ويستمدون القوة من التفاف الناس حولهم ومن وقوفهم إلى جانبهم ولهذا سيكون النصر إن شاء الله.‏‏

وفي مثل هذه الحالات يعيد الناس فتح ملفّ الأسرى والمفقودين في أحاديثهم ويسألون عنهم وعن مصيرهم وعن الجهود التي تُبذل من أجلهم، ونقول كما يقول غيرنا: أملنا بالله كبير، ونعتقد أن الجهات المعنية تبذل ما بوسعها في هذا الملفّ الشائك والصعب ولكن يبدو أن الأمور معقدة أكثر مما نتصوّر لأن الأعداد التي يتمّ الإفراج عنها بموجب عمليات المصالحة أو التبادل ليست بمستوى انتظار الأهالي لأبنائهم الغائبين عنهم أو مجهولي المصير ونأمل كما يأمل غيرنا أن تتضاعف الجهود في هذا المجال وأن يعرف كل منّا على أي جانب ينام فلا مشكلة لدى أحد إن كان ابنه قد ارتقى شهيداً فكل ما يطلبه هو أن يعرف مصير ولده.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية