ولم يعد أمام المتوهمين اللاهثين لفرض سيطرتهم على هذا العالم سوى سورية الرافضة لسياساتهم العدوانية, فأصبح البحث عن وسائل جديدة لتدميرها يؤرق الأعداء, لأن صمودها قد أعياهم وأثقل كاهلهم, ولم يعد بمقدورهم رؤية مخططاتهم الاستعمارية تتهاوى أمام عزيمة السوريين وتمسكهم بخياراتهم الوطنية المستقلة.
لقاء القاهرة كرر فيه من يسمون أنفسهم بمعارضة الخارج أوهام مشغليهم باستجلاب التدخل العسكري, وأثبتوا من جديد أنهم لا يمتّون للشعب السوري بصلة, وهم يدّعون زوراً وبهتاناً أنهم يمثلون هذا الشعب الذي لا تعترف غالبيته العظمى فيهم بالأصل, وتَقاتلهم على الكراسي والمناصب فضح غاياتهم وانتماءاتهم وولاءهم المطلق لأعداء سورية, كما أكد ذاك اللقاء مجدداً مدى تورط الجامعة المستعربة التي احتضنتهم بما يُدبَّر لسورية وشعبها, بعد أن حوّلها حراس النفط إلى منبر ناطق باسم الدول الاستعمارية, ومطيّة تستخدمها تلك الدول لتفتيت المنطقة العربية وجعلها لقمة سائغة سهلة المنال خدمة للكيان الصهيوني وأعوانه.
الخيبات المتلاحقة للمتآمرين لم تردعهم بعد, وغداً سيجتمع الأعداء مجدداً في باريس, تحت مسمى يتناقض كلياً مع مصالح الشعب السوري, بعد أن عمدوا بشكل صريح إلى تشويه ما تم التوصل إليه بمؤتمر جنيف لحل الأزمة, ما يؤكد للمرة الألف أن ادعاءاتهم بدعم خطة المبعوث الدولي كوفي أنان هي مجرد غطاء للاستمرار في التحريض ودفع الأمور إلى التصعيد, فمن يدّعي أنه صديق للشعب السوري يجب عليه وضع كل ثقله لمساعدته في الخروج من الأزمة بما ينسجم مع رغباته وتطلعاته, ويتحمل المسؤولية في وضع حدّ لمن يرسل السلاح لقتل هذا الشعب, لا أن يضع العراقيل في طريق الحل, ويلجأ لفرض العقوبات تلو الأخرى لتضييق الخناق على السوريين ومنعهم من اختيار مستقبلهم بأنفسهم دون تدخلات واملاءات.
أصدقاء الشعب السوري الحقيقيون هم من وقفوا إلى جانبه, وأدركوا حقيقة ما يخطط له من مكائد, ويعملون على تجنيبه شرور الأعداء, والسوريون يعرفون عدوهم من صديقهم, ولن ترهبهم اللقاءات العدوانية المتواصلة, فهي تنتقل من فشل إلى آخر, والحل في نهاية المطاف سيكون بأيديهم دون غيرهم, فهم أصحاب حضارة تضرب جذورها أعماق التاريخ.
nssrmnthr602@gmail.com