تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجارة إسرائيل بالأعضاء البشرية.. اعتداء مشهود

شؤون سياسية
الثلاثاء 8-9-2009م
محمود السريع

أثار المقال الذي نشرته صحيفة افتون بلاديت السويدية للكاتب دونالد بوستروم ضجة كبيرة وكأن ما جاء فيه حول سرقة أعضاء الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين (ولا ضير من قتلهم للحصول على هذه الأعضاء) غريب على الإسرائيليين،

غير أن الكاتب بوستروم أكد أنه كتب مقالته المثيرة هذه في التسعينيات ولم يفلح بنشرها ما جعلها فصلاً في كتاب نشر عام 2001 فتناولته 80 صحيفة ومجلة في بلاده، مؤكداً أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي ولابد من إجراء تحقيق لأن القضية أخطر من أن تترك دون تحقيق.‏

في هذه الآونة يبدو أن الكفة في المعركة على الرأي العام تميل إلى صالحنا نحن العرب والمسلمين وقد شغلت هذه القضية المسؤولين الإسرائيليين منذ فترة بعيدة ولكن جرت مؤخراً مداولات في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حضرها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وتناولت فيما تناولت وضع إسرائيل في العالم، وكما نعلم فإن ليبرمان تحدث أكثر من مرة عن ضرورة التحول للعمل في الدول الإفريقية والأميركية اللاتينية وهو ما يشير إلى المشكلة التي يواجهونها مع المسؤولين الأوروبيين الذين يحاولون اقناع الإسرائيليين بعدم المغالاة في تحدي الرأي العام بل وإحراجهم أمام شعوبهم.‏

ما يثير الاهتمام ويكشف عن التوجهات الإسرائيلية والاستعدادات للمفاوضات -كما يقال- إنه خلال تلك المداولات وبعد أن تحدث أحد موظفي وزارة الخارجية عن الوضع في ايران وطلب التحول للحديث عن الموضوع الفلسطيني، طلب منه ليبرمان الانتهاء من ذلك خلال ثلاث دقائق...وقد أكد ليبرمان أن المشكلة الأساس التي تواجه إسرائيل اليوم تتمثل في الرأي العام العالمي مشيراً إلى أهمية العمل لتغيير النظرة لإسرائيل وخاصة في الدول الغربية، حيث قال: تكمن هنا المشكلة الأساسية إذ ينظرون إلينا نظرة غير جيدة..ويمكن القول: إنه حتى حين تتخذ بعض الدول القرارات غير الصائبة فإنها لا تستطيع التراجع عنها بسبب ضغط الرأي العام، وأكد ليبرمان أنهم يخسرون في المواجهة للفوز بتأييد الرأي العام رغم وجود 23 ممثلية إسرائيلية في أوروبة الغربية وتركية ورغم الميزانية المخصصة لها والتي تصل إلى مليون ونصف المليون يورو سنوياً ولكن -كما قال- ماذا يفيد هذا المبلغ في 23 دولة أوروبية في الوقت الذي يوجد فيه في لندن على سبيل المثال عدد كبير من السفارات العربية والإسلامية مقابل سفارة واحدة لإسرائيل.‏

وكما يظهر من أقوال عيدو أهروني المسؤول عن مشروع وضع إسرائيل وارتباطها بالعالم حيث قال خلال تلك الجلسة: إن إسرائيل تعتمد اليوم على علم النفس الاجتماعي حيث لكل مكان شخصيته وخصوصيته، فالبرازيل تعني الكرنفال والسامبا وكرة القدم وهنا يقال: إن صورة البرازيل جميلة، مع أننا نعلم أنها ليست كذلك ولكن مليارات الدولارات تنهال على اقتصادها بفعل هذه الصورة، وباريس تعني الرومانسية وهذا يخدم اقتصادها، وبناء على هذا تمت صياغة السؤال كيف وبماذا تتميز إسرائيل؟ وتبين أن العالم ينظر لإسرائيل فقط من خلال مصطلحات النزاع والصراع، أشار أهروني لأبحاث أجراها في إسرائيل عام 2006 لمعرفة الشيء الذي يثير اهتمام الإسرائيليين بأنفسهم فكانت النتيجة أنهم يرون أنفسهم غربيين متحضرين ومبدعين رغم إدراكهم بوجود مشكلات وصراعات.‏

وأشار بالمقابل لسلسلة من الأبحاث جرت في الولايات المتحدة وأوروبا حول الصورة المرتسمة لإسرائيل تبين أن العرب -كما قال- نجحوا في أن يرسموا لإسرائيل صورة يبدو الفارق بينها والواقع ضئيلاً جداً، صورة السيطرة والهيمنة التي تبرز في وسائل الإعلام.‏

دعا أهروني لإيجاد قنوات إعلامية لتحسين صورة إسرائيل المرتبطة بالصراع والحرب والصور الدينية وإبراز الجوانب الإنسانية والسياحية والفنية والثقافية والأكاديمية .‏

لعل كل نقطة طرحت خلال مداولات لجنة الخارجية والأمن تثير الاهتمام وتتطلب تنسيقاً وتعاوناً كبيرين بين الدول العربية والإسلامية، كما تتطلب جهداً خاصاً من الإعلاميين للاستمرار في كشف السياسات الإسرائيلية الهمجية وغير الإنسانية والعمل على وجه الخصوص على ترجمتها واطلاع الرأي العام العالمي الذي لا يمكن تجاهل تأثيره أو التقليل من فعاليته خاصة في الدول mks15000@ ">الغربية.‏

mks15000@ gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية