والطقوس الرمضانية التي يمارسها أفراد الأسرة في المنزل تشجع الأطفال على تقليد الكبار في الصيام.. فإيقاظ الأطفال لتناول السحور يشعرهم بالسعادة.. و اهتمام الأهل بإعطائهم الطعام و الذهاب به إلى المسجد لإطعامه للفقراء يشعرهم بأهمية الصدقة.. و حرص الأم على السماح لأطفالها بمساعدتها في إعداد الطعام يفرحهم ويشغل وقتهم ويعلمهم العمل الجماعي.. و هناك أساليب كثيرة يستخدمها الأهل لتعويد الطفل على الصيام منها أسلوب التعاون الذي تحدثت عنه، وهناك اسلوب التشجيع و المقصود به تشجيع الطفل على إتمام الصوم فإذا اشتد عليه شغلته بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل و الشرب إلى أن يحين موعد الإفطار.
وهناك المكافأة والثواب كأن يعطى الطفل بعد صيامه لأول يوم أو شهر بعض الهدايا التي يحبها أو قد تكون معنوية مثل التنويه به أمام أصدقائه أو في حضرة الكبار من الأقرباء والدعاء له.
ومن التقاليد الجميلة التي ما زالت قائمة في شهر رمضان هي تدريب الأطفال على الصوم من خلال طريقة بسيطة تسمى درجات المئذنة، ويبدأ تدريب الطفل عليها منذ سن السابعة إذ يقوم الآباء و الأمهات بالتدريب على الصوم لأطفالهم تدريجيا منذ اليوم الأول و حتى العاشر يصوم الطفل حتى أذان الظهر ثم يتطور إلى أذان العصر و بعدها إلى أذان المغرب يوماً في الأسبوع و يلاحظون مدى تحمل الطفل للصيام وهكذا يتدرب الأطفال وكأنهم يصعدون درجات المئذنة درجة درجة..
إن الغاية هو أن يقترن الصوم في حياة الطفل بذكريات مفرحة.. و بهذا يدخل الصوم إلى حياته من باب السرور و الفرح فتنطبع في ذاكرته انطباعات إيجابية تجعله يحب شهر رمضان ويترقب مجيئه في كل عام .