تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوابـــــــة للخيـــــر.. معاون ممثل جايكا اليابانية مـــا رأيتــه فـي ســوريـة نـــادر عندنـــا

مجتمع
الثلاثاء 8-9-2009م
يحيى موسى الشهابي

يستقبل المسلمون شهر رمضان كل عام بمظاهر احتفالية تختلف من مجتمع لآخر تحت هدف واحد ألا وهو إبراز روح التكافل والتراحم والعبادة من خلال أعمال يقومون بها تظهر هذا التعاضد والتآخي

حيث لا فرق بين غني ولا فقير الكل نحو عبادة واحدة وإن اختلفت الطقوس ومن أقصى البلاد الاسلامية لأدناها تنتشر موائد الرحمن وإفطار الأيتام والكل على طاولة واحدة وصلاة واحدة فها هو الإفطار الخيري كعمل إنساني وتراحمي يسير جنبا إلى جنب مع العبادة لما لذلك من أثر في نفوس الفقراء وتذكرة للأغنياء بأن عليهم واجباً عليهم تأديته وهو حق الفقراء عليهم ولكن مشاغلهم قد لا تساعدهم في البحث عن هؤلاء فوجدوا ضالتهم في الجمعيات الخيرية التي أخذت على عاتقها البحث عن الفقراء وإجراء الدراسة عليهم ومدى حاجتهم والعمل كوسيط بين هؤلاء الأغنياء من جهة والفقراء من جهة أخرى فها هي جمعية القابون الخيرية تقيم إفطارا خيريا للفعاليات الشعبية والاقتصادية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتحقيق هدف التواصل والتراحم.‏

ويتفق المهندس زهير زينو مع أعضاء الجمعية أيمن عبد الواحد حمدي الهبول محمد عيد، أحمد الغربي ورياض طعمة على أن الإفطار الخيري هو فرصة للقاء الأصحاب في جو يتسم بالرحمة والمحبة والمودة تفتقده دمشق تدريجيا نتيجة لمشاغل الناس وازدياد حاجاتهم واهتماماتهم يجتمع هؤلاء ومعظمهم من المساهمين والمشاركين في دعم الجمعية ماديا ومعنويا وكنوع من التكريم لهم والشكر لما يقدمونه على مدار العام وكفرصة لبناء علاقات اجتماعية أصبحنا بأمس الحاجة إليها في هذا الزمن ولإطلاعهم على ما قامت به الجمعية من نشاطات وعطاءات أما الشيخ حسن الجمل خطيب المسجد فقال: لقد علمنا الاسلام تحت قول الله عز وجل «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» أن يتعاون المسلمون وأبناء الأمة الواحدة من مسلمين وغيرهم على التعاون في مجالات الخير وأولى مجالات الخير في شهر رمضان هي موائد الإفطار الخيري التي تقيمها الجمعيات الخيرية وغيرها من أهل الخير لجمع شمل الأمة ووحدتها سعيا للتكافل الاجتماعي الذي يتحقق بين الأغنياء والفقراء تقربا لله وهي عبادة مادية وخيرية فاهم يسمعون قول الله تعالى حين يقول: «من الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ..» فنرى الخيرين يتسابقون في فعل الخير والمعروف وإدخال السرور على قلوب الفقراء واليتامى والمساكين وهي الغاية المرجوة من ذلك.‏

أما السيد رياض طعمة صاحب معمل صابون فيشير إلى أن رجال الصناعة والتجارة في بلدنا وكجزء من تقاليد مجتمعنا وخيريته يقومون بالتبرع للأيتام وذوي الحاجة لكنهم يبحثون عن طريق سهل وموثوق لإيصاله إلى مستحقيه وهذا العمل وفرته الجمعيات الخيرية الموثوقة وجمعية القابون واحدة من تلك الجمعيات تلك الأعطيات ولو كانت بمبلغ زهيد فهي تسر المحتاج وتجعله يشعر بأن مجتمعه معه ولا حرج عند تقديم المال لجمعية فلديها كادر متخصص يقوم بالبحث عن الفقراء وتقديم اللازم.‏

ويشير التاجر خليل العلاوي إلى أن الجمعيات الخيرية عندما تقيم هذا الإفطار الخيري وجمع هذا الكم من الأصحاب ورجال الفعاليات الاجتماعية المختلفة فإنها تعمل على عمل كبير يجلب السعادة والألفة بين الإخوة وأهل البلد الواحد وهي فرصة لتقديم التبرعات بأسلوب جيد ويبعث على الشعور بالرضا والتآلف.‏

الوفد الياباني نتعلم من سورية‏

وفي لقاء مع معاون الممثل المقيم لوكالة جايكا اليابانية بدمشق هيديكي تانابه أشار فيه إلى أن هذا اللقاء جعلني سعيداً لثلاثة أمور:‏

الأول هو شعور الإنسان بالآخر وهو شعور ممزوج بالمودة والعطف والحنان.‏

الثاني وهو أن هناك شعوراً داخلياً مع الناس الفقراء يؤدي إلى التقارب بين الفقراء والأغنياء ويبعد البغض والحقد.‏

والثالث هو العمل التطوعي لأعضاء الجمعية بروح من المحبة والمسؤولية هو شيء نادر عندنا فهناك نوع من المنح والعطاءات تعطى للمسؤول عن المعبد في مواسم معينة أما هنا فهي للمحتاجين مباشرة والشيء الجميل أن العديد من الناس تحب ألا يذكر اسمها وهذه ميزة وفي هذه الجلسة شعرت أن الدين الاسلامي له هدف عظيم ألا وهو توثيق وتمكين الروابط الاجتماعية بين كل أبناء المجتمع ولتشعره براحة نفسية كبيرة ومن خلال تواجدي في سورية شعرت أن هناك جمعيات كثيرة وفي كل منطقة تقريبا تتولى خدمة الفقراء بشكل فعال وقوي لا توجد في اليابان وإنما تتولى الحكومة هذا الشيء وللحقيقة يجب أن نتعلم هذا من سورية فالعمل التطوعي طبيعي وكذلك علاقاتكم مع بعضكم البعض تدعو للفخر والتقدير.‏

ويتدخل السيد فوجي موتوا المنسق للمتطوعين اليابانيين بالقول: لقد لاحظت أن التطوع عندكم له علاقة بالدين كشيء أساسي حيث تدفع هذه المبالغ بشكل شهري على المحتاجين من قبل المتطوعين بينما التطوع عندنا هدفه تطوير البنية التحتية لقد أحببت شعب سورية الطيب وسهل العشرة وجميل الصورة.‏

وترى تشيهو هيبينو وهي مواطنة يابانية أن الصورة التي رأتها اليوم لأول مرة في حياتها أي أن ترى تعاوناً تطوعياً بين أبناء حي شعبي لمؤازرة الآخرين شيء نادر ولا تعرف هذه الناحية سابقا إنه لشعور عظيم أحس به لأول مرة في حياتي.‏

وسآخذ هذ الذكريات لأصدقائي في اليابان وسأدعوهم لزيارة سورية والاطلاع على هذا الشعور العظيم والشعور به فالكلام غير الحقيقة.‏

نعم إنها سورية العظيمة بقيمها فكما نشرت إلى العالم حضارتها ومدنيتها فإنها تنشر روح المحبة والالفة والتوادد والتراحم والإنسانية وستظل كما هي العنوان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية