يحتج الأب وتحتج الأم على ما يعرض من تفاصيل، فالفتاة في المسلسل لا تحتمل أكثر من كلمة غزل حتى تنجر وراء الشاب فتسهر وتسكر معه وتقضي معه اليوم حتى مطلع الفجر، الفتاة تخون صديقتها دون أن تردعها أخلاقيات ومبادىء تربي عليها همها الوحيد أن تشبع رغبتها من رجل يخون -أيضا- بيته وزوجته مقابل الحصول على فتاة يرى فيها الأنثى -الجسد والاثارة-
بناتنا في سن المراهقة. هل نغير القناة هذه وتلك وتلك؟.
ونعتبر أنفسنا فوق مستوى الزمن أم خارج الزمن ونبحث عن محطات الزمن الجميل-كما يقال-فليس كل ما كان جميلا-
ماذا نفعل ونحن في زمن العار والخوف والعزلة؟؟
السيدة كفاح تقول: ابنتي على استعداد لتغيير نظامها اليومي في النوم والصحو والغاء زيارات صديقاتها لترى هذا النوع من المسلسلات أما مريم فتقول: البنات يعجبهن شكل الممثل والممثلة ومغامرتهن في الخروج عن المألوف في نطاق الأسرة ويركزن على طريقة وضع المكياج المكثف الذي تضعه الممثلات في معظم المشاهد في العمل والبيت والنوم أيضا.
وسيدة أخرى لا تحبذ أن ترى بناتها يتابعن هذه المسلسلات لأن فيها انحرافا كبيرا عن التقاليد والأخلاق التي اعتدنا التمسك بها . كاحترام الأب والأم والصدق وعدم الخيانة.
أما الاجابة عن سؤالي. ماذا نفعل ازاء متابعة بناتنا المراهقات لفتيات جامعيات وعاملات مرموقات في المجتمع عندما يتعلقن بأدوارهن ويعجبن بالشباب الذين يكرسون الانحراف.
وكان يبدو الجواب صعبا!! فمنهن من قالت : أتركهن يتفرجن وأنصرف لواجباتي فليس لدي وقت لأرى ما يشاهدن.
وأخرى تقول: لدي ثقة بأولادي فهم لن يتأثروا بما يشاهدون وتضيف ان ابنة الـ 16 سنة قادرة على تمييز الخطأ من الصواب لذا لا بد من اعطائها الحرية -دون الضغط عليهم بالوعظ والارشاد فنحن في زمن غير زماننا واكتفت سيدة أخرى بالقول: أترك لوالدهم حرية اختيار البرامج المشاهدة وأرمي عن كاهلي المسؤولية.
السيدة وفاء مرشدة نفسية تقول: ان هذه المسلسلات سلاح ذو حدين فهي تكشف عيوب المجتمع وتعريه ليظهر على حقيقته دون مواربة وينذر المجتمع بشكل صريح.
ليعلن عن استنفار القيم والاصرار على بقائها حية في الاجيال جيلا عبر جيل والا فالزوال استنادا على مبدأ «وانما الأمم الاخلاق ما بقيت» وهو بذلك سلاح بناء أم أن تستخدم أفكار ومشاهدات هذه المسلسلات ليقوم بتقليدها أبناؤنا فهنا سيزداد التفسخ الاجتماعي لذا لا بد أن تشاهد الأم مع بناتها ما ترى أنه ينال الاعجاب من قبلهن وتقوم بارسال الملاحظات والتقييمات على ما تقوم به شخصيات المسلسل- اناثا وذكورا- دون اتباع اسلوب الوعظ القسري كأن تقول: لو أن ابنتي فعلت هذا لفعلت كذا وكذا بها وتكتفي بتفسير التصرفات المنحرفة للشخصيات ولماذا يستغل هذا الشاب تلك الفتاة ولماذا تخون هذه ذاك باطار عقلي ومنطقي ان استطاعت . وحتى لو لم تفعل ذلك فعليها أن تتابع معهم ما يشاهدون ولو كان ذلك من باب مراقبة تطور أبنائها وبناتها النفسي والاجتماعي مما يدفع بالابناء باحساس الام أنها تهتم بهم وباهتماماتهم وميولهم ويدفعهم لغرس بذور الثقة بينهم.
وتضيف السيدة وفاء: أن الدور لا يقتصر على الأم فقط بل على الأب أيضا لكن -برأيي -والكلام لـ وفاء أن الأم قادرة على التقاط ما يراه الأب رمزا خفيا عليه.