تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربطته بسورية علاقات عمل وحب ومعرفة.. أستاذ التحليل النفسي «حب الله» وداعـــــــاً

مجتمع
الثلاثاء 8-9-2009م
علاء الدين محمد

البروفسور عدنان حب الله أستاذ التحليل النفسي المعروف على مستوى العالم العربي تبوأ مكانة علمية في الأوساط الأوربية ولاسيما فرنسا التي تخرج منها بتخصص الطب النفسي

وتتلمذ على يد/ جاك لاكان/ بالتحليل النفسي الاختصاص الذي أحب العمل فيه وأخلص وأعطى له الكثير من المؤلفات والمقالات, كان أبرزها كتاب الصدمةالنفسية في أشكالها العيادية والوجودية ، وكذلك كتاب التحليل النفسي للرجولة والأنوثة ، وكتاب جرثومة العنف ، وكتاب العنف الأهلي، وكتاب الحدث السياسي بالإضافة إلى كتابه الأخير المشترك مع الأستاذ والمفكر العالمي من الأصل المصري«مصطفى صفوان» « إشكاليات المجتمع العربي من منظور التحليل النفسي».‏

عدنان حب الله في ذمة الله، توفي في لحظة من غفلة البحر وهو يمارس أجمل هواياته السباحة والغوص، والسفر البحري، وافته المنية.‏

وهو قبل أيام كان قد أرسل رسالتين هامتين تخصنا نحن السوريين ، واحدة منهما للسيد وزير الصحة فيها توصيات هامة لعقد مؤتمر إقليمي حول الصحة النفسية في دمشق، وإعطاء الأولوية للصحة النفسية جنباً إلى جنب في العمل مع الصحة الجسدية .‏

الرسالة الثانية كانت للسيد محافظ مدينة حمص حول خطة عمل للمشفى النفسي الجديدالمقام في مدينة حمص وكيفية تأهيل المعالجين النفسيين.‏

- حب الله- أحب سورية كثيراً، وكان في زمن البلبلة والقطيعة السياسية مع لبنان في الفترة القريبة الماضية ، مقتنعاً أن هذه فترة عابرة ستزول وأن سورية بلد فيه كل مقومات الدولة العصرية، كان يعتبر زيارته لدمشق توازي زيارته لباريس في الاستمتاع بعبق التاريخ المنبعثة من أحياء دمشق ومعابدها الأثرية من باب شرقي إلى باب توما إلى الجامع الأموي إلى ضريح الشيخ محيي الدين بن عربي في قاسيون، أمضى وقتاً طويلاً في زيارة المتحف الوطني بدمشق ووقف عند كل قطعة أثرية فيه يتساءل عنها ويتأمل، منذ شهرين قدم إلى سورية وحضر اللقاء العلمي حول اضطرابات الشخصية النرجسية في الحياة اليومية والعمل العيادي مع عدد من الشخصيات العربية، وأنا حضرت هذا اللقاء حيث كانت لديه رغبة قوية أن يكون مؤتمر المحللين النفسيين العرب القادم الذي يقيمه المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية والذي كان حب الله من المؤسسين الهامين لفكرة هذا المركز، كما كان رئيساً له منذ تأسيسه في العالم-2001- حتى وفاته في يوم السبت الماضي وكان يرغب ويسعى لأن تحتضن دمشق هذا المؤتمر نظراً لقناعته بأهمية دمشق كمكان مؤثر لكل العرب.‏

وفي لقاء مع تلميذة السيد عدنان حب الله الدكتورة مرسلينا حسن حيث أوضحت أنها كانت في البداية تتوجس من جديته التي لم تختبرها مع أحد، وكم من المرات كانت تحسب هذه الجدية قسوة، لكن بعد نضج تجربتها معه أدركت أنها منهجية والمنهج يقتضي الجدية، والوضوح . كل شيء هام بنفس الدرجة حتى تمسك بالفكرة الجوهرية ومن ثم تكمل بها.‏

أحب الشام‏

أحب الشام كثيراً وكان في آخر شهرين يعمل على مشروعين في تطوير الخدمات النفسية، وهذان المشروعان أجد نفسي معنية باتمام العمل عليهما ما استطعت أنا وزملائي في المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية، ليكون البناء الذي بناه البروفسور عدنان حب الله مستمراً وأضافت الدكتورة مرسلينا، من عرفه عن قرب سعد بمخزونه المعرفي الواسع، وبرحابة صدره وغزارة أفكاره، كانت تجربتي العلمية على يديه إذ تتلمذت على فكره وعلى علاقتي التحليلية معه، من على ديوانه أدركت معنى كلامي وقوة أفكاري، وعرفت حاجاتي أكثر، وتوجهت لهدفي باختصار أكبر، تعلمت من فكره الأصيل ومن جديته، أحببت اللغة العربية أكثر حب الله كان مقتنعاً أننا من المحلية نصل للعالمية وكانت قناعته إن لم أستطع بلغتي الأم أن أقول ما أريد وأحب فلن تروي قريحتي أية لغة أخرى، أتفق مع«جاك لاكان» بأن الإمساك باللاشعور ومعرفة بواطنه لا تتم إلا عبر اللغة، بل أن اللغة مثل اللاشعور لا حد لها مهما أبحرت بها، ودائماً تنمو بالأفكار الأصيلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية