ويعكف الآن على بعض مشروعات التحقيق حول هذه الأعمال كانت لنا معه هذه الوقفة:
- ما النهج الجديد في تحقيق ديوان أبي فراس؟.
-- لعل منهجية الدكتور سامي الدهان تتبدى جدية وليس تجديداً في تحقيقه لديوان أبي فراس الحمداني وفقاً لرواية عبد الله الحسين بن خالويه 300-370-هـ الذي عاصر الحمداني وجمع الكثير من أشعار بين دفتي كتاب وينال الدهان قصب السبق بتحضيره لذلك المخطوط طباعياً ونشره بعد أن تتبع أشعاره أبي فراس في أمات الكتب مقارناً بمدونة ابن خالويه منبهاً للتباين بين المرويات ومرجحاً ماثبت نسبته للحمداني، عبر أعمال الذهن والحجة والقياس مدعمة بشواهد تاريخية لدى اضطراب الرواية ونحوية عن اختلال المتن واضعاًَ هذا المخطوط بحلة جديدة تزينها الحواشي وتفسر ما استغلف من المفردات والشروح، وكانت هذه الاضمومة المختارة التي كان لي شرف الاختيار لها من محاسن شعر أبي فراس الحمداني «وما محاسن شيء كله حسن» وذلك لتناسبها، وعذوبة مشاربها ولاسيما الروميات التي رمى بها كنه الإحسان لبلوغ غاية الصواب ولعمري كما قرأت لبعض البلغاء لو سمعته الوحش أنسمت، أو خوطبت به الخرس نطقت، أو استدعيت به الطير نزلت.
كما تشرفت بتقديمها وشرحها لتكون بعض مختارات مديرية إحياء التراث القديم المختار من التراث العربي في وزارة الثقافة السورية.
- مثل هذا الديوان هل يسوق بشكل جيد؟.
-- بات من المعروف وفقاً لسياسة وزارة الثقافة توفير الكتاب واتاحته للقارئ العربي عبر معارضها المحلية والعربية والعالمية. فهي تعمل على نشر الثقافة واستنهاضها حيث تمر منشوراتها بذوي الاختصاص تقييماً وتقويماً قبل وصولها إلى استنادات البيع كما بات متعارفاً عليه تجارياً، لذا من يتاح له الانتشار مع منشورات وزارة الثقافة ينحي جانباً معادلة الخسارة والربح لأنه يكون قد حصل على حقوقه مسبقاً إضافة لنيله إجارتها لكتابته سواء كانت ابداعية أم بحثية إلا أن اتاحة هذه المنشورات للقارئ العربي في مشارق الأرض ومغاربها يؤدي بالتالي لتسويق هذه المطبوعات حيث إن مئات العناوين قد نفدت ويعاد الآن طباعة بعضها لأهميتها ولحاجة القارئ العربي إليها وهذا ما تلمسه لدى وجودنا في المعارض الخارجية، ممهوراً بالثقة لهذه المطبوعات لقيمتها الفكرية والثقافية.
- هل ثمة ملاحظات على تحقيق الديوان؟.
-- مما لاشك فيه أن من يتصدى للبحث يوطن النفس على القيمة والأثر الذي يتركها مولوده هذا بقرائه متقسطاً أخبار ذلك في الصحف والدوريات، إعلاناً وإعلاماً، تقييماً وتقويماً للاستفادة من تلك الآراء في الأعمال المستقبلية ولإعادة النظر في البحث نفسه إذا أعيد نشره فيما بعد فهذا التواصل يبدأ مع اليوم الأول للنشر ويلازم الكاتب طوال حياته.
- ما جديدك الآن؟.
--وتجدني الآن منكباً على تحقيق ديوان عروة بن حزام الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بشعره العذري وبفتاته عفراء التي باتت رمزاً للعفة والطهارة والحياء الخفر الذي توزع في مجالس الأدب والأدباء وحاكاه الشعراء بمختلف عصورهم حيث نجد أن لكل شاعر عفراءه إنما المرأة في المطلق متاحة للتسبب والتشهي في خدر الشعر الكبرى منهن شاهدت عمرو بن ربيعة والصغرى قالت وهل يخفى القمر.