من أعماله : « مدينة حلفايا عبر التطوّر التاريخي »، « تراث الأمويين المعماري والفني » ، «التاريخ الفلسطيني والتحرر من الدراسات التاريخية »،« الفكر والثقافة في المفهوم العربي »،« المعالم الأثرية في محافظة حماه»،« المختصر في المفاهيم الاقتصادية ».
وفي كتابه « أزمة الفكر العربي » يعتبر الباحث إن من أهم الأسباب التي تشكل أزمة في البنية الثقافية في المنطقة العربية بُعد المثقّف العربي عن السلطة ، حيث نجد تناقضاً في موقف المثقّف من نظام السلطة ، إذ يتأرجح الموقف بين التأييد والمعارضة ، وبين الاقتراب من السلطة والابتعاد عنها ، وبين التبرير لسياسة النخبة والدعم الفكري لسياسات أخرى مغايرة ، وكذلك بُعده عن القضية الاجتماعية التي يتأرجح فيها موقف المثقّف العربي تجاه قضايا المجتمع العربي مثل التبعية والاستغلال ، التجزئة والتخلّف والأمّية في المجتمع العربي ، إضافة الى البُعد عن الثقافة ذات المضمون التقدمي المتطور المقاوم لكل ثقافات الهيمنة .
يتألف الكتاب من مقدمة وعدة عناوين .عن «مستقبل الثقافة العربية» يتساءل الباحث عن هذا المستقبل في عصر النظام العالمي الجديد ، والعولمة في عصر الضغوطات السياسية والعسكرية والاقتصادية في عصر اشتدت فيه درجة التنافس والصراع بين الثقافات ، وهو تنافس يهدف الى التفوّق والسيطرة ، هذا التفوّق إما ان يكون عن طريق التفوق العسكري أو الحربي أو العلم والثقافة وهما من أهم عناصر القوة .
لذلك فالثقافة العربية تتعرض لغزو ثقافي جديد يرتدي أثواباً متعددة ولا يتعلّق بهذا البلد العربي أو ذاك ، ولا بهذه المنطقة الإقليمية أو تلك ، وإنما يشمل العالم أجمع ، وهو من متفرعات النظام الأميركي الجديد ، وهذا يعني أننا نشهد في وقتنا الحاضر محاولة أميركية لتعميم ما يُسمى جزافاً بالثقافة أو الحضارة الأميركية في بلادنا العربية من منطلق زعامتها للعالم الغربي ، وهنا لا يستبعد الباحث ان تكون الأصابع الصهيونية وراء الخطة الأميركية للتحكّم بالعالم ، لأن مصلحتها تتجلّى في تفكيك الدول والمجتمعات .... وتحويلها الى مجرد كانتونات ضمن الحكومة اليهودية العالمية ...
وعن « مظاهر الغزو الثقافي في البلاد العربية » يحدّد الباحث بعضاً منها : كلما طرأ أي تغيير في جيل الشباب تجد مظهره وانعكاساته لدينا مباشرة خلافاً للتقاليد العربية المعروفة . نموذج الفيديو كليب بالنسبة للأغاني المتلفزة والمصورة على الطريقة الأمريكية تحديداً . تسمية المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة بالاسماء الغربية . الانقلاب الاخلاقي الذي نشهده من الجنسين قياساً على ما يجري في الغرب.
خصخصة سائر جهات القطاع العام التربوية والاقتصادية والانتاجية . إطلاق التسميات والمصطلحات المشبوهة بخصوص جغرافية وشخصية الوطن العربي : كالشرق أوسطية ـ الشرق الأدنى ـ الشرق الأقصى ـ الشرق الأوسط الكبير ـ الارهاب ـ التطرّف وغيرها ... وعن «هجرة الأدمغة الى البلاد الأجنبية » يرى الباحث انها شكل من أشكال الغزو الثقافي الذي يقوم على الإغراءات المادية من سرقة الخبرات العلمية التطبيقية كي تبقى البلاد العربية في حالة من التخلّف بكافة مستوياته .
وعن « الحلول المناسبة للحدّ من ظاهرة الغزو الثقافي» يطالب الباحث بحلول ليست مستحيلة للحدّ من هذه الظاهرة ، على سبيل المثال : العمل على زيادة المؤسسات الثقافية القومية وتنشيط القائم منها على الصعيد الحكومي وغير الحكومي . العمل على نشر الثقافة القومية والوعي القومي على اساس وحدة الأرض ، وحدة اللغة ، وحدة المشيئة المشتركة ، وحدة التاريخ والعقيدة والآمال والآلام التي تشكل بمجموعها وحدة المصير والهدف للشعب العربي .
وعن « الثقافة والبُعد الاستراتيجي » يؤكد الباحث: بأنه لاستعادة الدور الريادي في المنطقة العربية لا بد من التحرك نحو مزيد من حرية التعبير ، وحماية حقوق المبدعين ، وتقديم كل الدعم المادي لتنمية مجتمعية معاصرة ، إذ ان السياسة الثقافية هي مكوّن اساسي من مكونات السياسة الانمائية ، أو ما يُطلق عليه / استراتيجية التنمية / ويجب تطوير السياسة الثقافية بصورة متزامنة مع المبادئ المرتبطة بكل الأصعدة ، سواء المحلية أو القومية أو الاقليمية أو العالمية ، من أجل توثيق عرى الصداقات بين شعوب العالم للتواصل وقطع الطريق امام مناصري التعصّب بكل أشكاله وصولاً الى مجتمع السلام والأمن العالميين .
وعن« أهداف الحوار الثقافي بين الحضارات » يضع الباحث هذا الحوار ضمن أهداف محددة : هدف عقائدي : تصحيح البطاقة الذاتية عند الغرب ، والصورة التي رُوجت عن الاسلام عقيدة ومذهباً وحضارة ، حيث ان حقوق الانسان وقيم العدالة والمساواة والديمقراطية والنظُم والقوانين هي قواسم مشتركة بين الحضارتين الغربية والاسلامية ، لا كما ينسبها الغربيون لأنفسهم فقط .
هدف سياسي : لا يمكن للحوار ان يكون الا بين حضارات متكافئة اقتصادياً وعسكرياً ، وهذا الحوار غير ممكن مادامت الحضارة الغربية هي الوحيدة على المسرح العالمي ، حيث يصبح للحضارة الاسلامية مشاركة في صنع القرار ، والحصول على مقعد دائم للدول الاسلامية في مجلس الأمن .
هدف اقتصادي : علينا ـ نحن العرب ـ ان نبني اقتصاداً متيناً متكاملاً ، يساعد على التطور الاقتصادي حتى نشارك في صنع القرار بالنسبة لأسعار المواد الأولية التي تنتجها البلاد العربية والاسلامية ، كما يجب الاعتماد على الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمواد الغذائية ، وتحديد الأوليات في ميدان البحث العلمي والتقني في الزراعة والصناعة والطاقة الذرية .
هدف خلقي : ان القانون الحقيقي للحضارة الغربية هو النماء المادي ، الذي ولَّد ثقافة يأس وفلسفة وفكراً ديماغوجياً بعيداً عن المنطق والمعقولية . بينما الحضارة الاسلامية تتميز وتمتاز بخاصية التفتّح على الكون ومن فيه وما فيه ، ومرجعها الأول هو القرآن الكريم الذي يأمر المسلمين بالسير في الأرض والتعرّف على الآخر والاحتكاك به ، والاطلاع على ما أنجز ماضياً وحاضراً، والتقاط الحكمة أينما وجدت والتعاون مع هذا الآخر .
الكتاب: أزمة الفكر العربي
المؤلف : فضل عبد الكريم المحمد
الناشر: دار اليمامة – سورية - حمص
الصفحات: 159 صفحة من القطع الكبير