الظنُّ يقودُ إلى كهفِ العتْمهْ
الشَّكُّ يقودُ إلى قلقٍ
يلبسُ منظارَ الحكمهْ
لا خوفَ إذنْ من خطأ محتملٍ
فالنُّقطةُ إنْ سقطتْ سهواً
عن ظهرِ الكلمهْ
لا تتَّهموا الشَّكَّ بسوءِ النيَّهْ
(2)
عينُ الشكِّ سراجُ حقيقتِنا الأُولى
منذُ سقوطِ التفَّاحةِ
عن غصنِ مشيئتنا
حتى آخر قمرٍ زمرةُ دمِه
لم يألفْها شريانُ القمرِ الأعلى
(3)
عينُ الشكِّ رنينٌ أخرسْ
أو قُلْ هي نقطةُ صمْتٍ
في مرآةِ الصوتْ
قُمْ يا هذا... وتأمَّلْ
كم أنتَ على خطأٍ
حين تصدّقُ ما ترسُمه الحيْرةُ
في فنجان الوقتْ
يا قارئةَ الأمواجِ على الرملِ اكتشفي
أسرارَ بلاغةِ عينِ الشكِّ
فإنْ كنتِ على شكٍّ من أمرِكِ فاتَّصلي
بصديقٍ مشهورٍ بنباهتهِ
جائزةٌ كبرى
للشكِّ يفكُّ عناصرَهُ
مفتاحُ الَّلاشكْ
(4)
عينُ الشكِّ بلاشكٍّ
هي عينُ يقينٍ
تنظرُ من شبَّاكِ القلبْ
أو قُلْ هي غربالٌ صعْبٌ صعْبْ
في قفصِ عدالتهِ
يعتقلُ الأخطاءَ بلا ذنْبْ
ما إنْ تهرب منْ يدِهِ حبَّةُ خطأٍ
حتى يُلقي القبضَ عليها
ميزانُ الرَّبْ
(5)
كم هي ثاقبةٌ عينُ الشكِّ لذا
فأنا أحياناً أنحازُ إليها
عندي خبْرةُ ستّينَ يقيناً
بقراءة كفِّ الطقسِ
على لوح يديْها
روحي تختلج الآنَ على باب الوقتِ
سأرميها في وادي الشكِّ
لتصعدَ أكثرَ أكثرَ
نحو يقينِ أسمى
(6)
هي ذي عينُ يقيني
بالشكِّ مسلَّحةٌ
وتخافُ على أفرادِ عناصرها
من عينِ السُّلْطَهْ
ولذا فهي على حذرٍ أقصى
من عين يقينٍ طائشةٍ
قد تُوقعُ صاحبَها في ورطَهْ
أعرفُ يا هذا
أنكَ تغزلُ خيطَ الكلماتِ
وعينُكَ مُغْمضةٌ
هذا ليس شطارَهْ
مغرورٌ مثلُكَ قد ينسى
أنْ يضعَ على الحرف النُّقطَهْ
فالشاطرُ حين يزلُّ... فغلطتُهُ
ألفٌ وثلاثةُ آلافٍ
في الغلطَهْ