تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فواصل / الصورة وطغيان الاتصال /

ملحق ثقافي
8/9/2009
غازي حسين العلي

يضعنا كتاب (الصورة وطغيان الاتصال) لمؤلفه ايناسيو رامونه وترجمة نبيل الدبس، الصادر مؤخراً عن الهيئة السورية للكتاب،‏‏

يضعنا بمواجهة واقع الإعلام العالمي والحقائق المرّة التي يغفل عنها الكثيرون الذين يتحولون مع الوقت إلى ضحية من ضحاياه المتعددة الأوطان والأعراق.‏‏‏‏

الكتاب، كما يقدمه المترجم، يتسم بالتحليل الصارم الذي لا يخلو من القسوة أحياناً لأزمة الإعلام المعاصر وأسبابها، ومقاربته الذكية لمراحلها من خلال وقوفه عند مجموعة من الأمثلة والممارسات التي تترك المرء في حيرة وذهول حقيقيين. قسّم رامونه كتابه إلى تسعة فصول وفي كل فصل العديد من العناوين، وهذا ما يساعد القارئ على فهم الكتاب والسرعة في استيعاب مضمونه، مع الإشارة إلى طبيعة هذه العناوين التي غالباً ما تكون مثيرة وجذابة.‏‏‏‏

في فصله الأول، يفتتح رامونه كتابه بعنوان (رسولية إعلامية) يتناول فيه أزمة الثقة التي يعيشها النظام الإعلامي وبروز ظاهرة التكتل بين الشركات الإعلامية الضخمة متعددة الجنسيات، لينتقل لاحقاً إلى تساؤل قاس “هل ثمة بوليس جديد للفكر؟” وفيه يعرض لماكينة الاتصالات المعاصرة ولعالم يديره بوليس على الفكر هدفه قولبة الذهن البشري، ومن ذلك حادث موت الأميرة ديانا وتحويل موتها إلى دراما نفسية عالمية، ومقاربة هذا الحدث مع أحداث أخرى لا تقل أهمية عنه إن لم تتجاوزه.‏‏‏‏

لاحقاً، يتحدث رامونه عن الظواهر الجديدة التي تؤثر منذ مدة على مجمل الوسائل الإعلامية، ويرى أن العالم بات اليوم مستعداً لظهور (رسول إعلامي) أو المهدي الإعلامي المنتظر، يعيد هذا الإعلام إلى جادة الصواب، ينطلق بخطاب يفهمه كل سكان الأرض.‏‏‏‏

وفي موضع آخر، يتناول الكتاب الصراع القائم بين الصورة والخبر، بين الصحافة المكتوبة والمرئية، ما جعل الأولى مجبرة على اللحاق بالثانية وتقليدها، ومن ثم اعتقادها أن بإمكانها إعادة توليد الانفعال الذي يحسه مشاهدو التلفزيون وذلك من خلال نشر نصوص (تقارير، شهادات، اعترافات) تلعب كما الصورة على الوتر الوجداني والعاطفي.‏‏‏‏

ومع اعتقاد المؤلف أن الاتصال/ الإعلام ظل لفترة طويلة من تاريخ البشرية مرادفاًَ للتحرر من خلال كونه أداة لنشر العلم والمعرفة، يكتشف اليوم أنه غدا إيديولوجيا جائرة تضطهد الشعوب، وأن مزاياه تحولت إلى عيوب وفضائله إلى آفات...‏‏‏‏

إن (الصورة وطغيان الاتصال) وبما يحتويه من معلومات وأفكار ومقاربات إعلامية عالمية، كتاب جدير بالقراءة، وخاصة للعاملين في الوسائط الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، ولاسيما أن مؤلفه –كما ذكرت- كتبه بأسلوب سلس وعناوين جذابة وسرد فيه وقائع غاية في الأهمية، أضف إلى ذلك سلاسة وسلامة الترجمة التي قدمها مترجم وكاتب متمكن قدّم للمكتبة السورية والعربية العديد" من الكتب.‏

‏‏‏">"ghazialali@yahoo-com‏‏‏‏

‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية