تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صوت إنسـانيَّتنا يدحــض اتهامــات أهل الفتـن..

ثقافة
الاثنين 15-12-2014
هفاف ميهوب

يتَّهموننا نحن العرب, بالإرهاب وبفقدان التفكير والعقلانية.. يتهموننا بالتخلي عن إنسانيتنا, وبكوننا رعاعاً لانمتُّ إلى الحضارة بصلة, وغير قادرين على خلعِ عباءةِ التخلف الهمجية- الأعرابية.

لاشك أن هذا الاتهام, قديم قِدم وجودِ دول, سعى قادة مصالحها ولازالوا, لتوريثِ أبناء حقدهم وعدوانيتهم ما يراد منه, تخدير أعصابنا وإفقادنا وعينا, بل وطمس ما قدمناه للعالم وتؤكِّده, مكانة ثقافتنا وحضارتنا وإنسانيتنا.‏

حتماً, يشهد كُثر من أدباء وشعراء ورحالة وباحثي العالم على ذلك. يشهدون ويدافعون, دفاع من عرفنا عن ظهرِ استكشافٍ.‏

تماماً كما يشهد الأديب والشاعر السوري المهجري «الياس قنصل» على مقدار ماسعى أعداء عروبتنا, لتدميرِ ماضينا وحاضرنا, ولإثبات فقداننا لأي روحٍ واعية وإنسانية. يشهد على ذلك بقلمهِ الذي ما أكثر مانطق بالحق ودوّن الواقع بصدق. يشهدُ شهادة من أوجعتهُ الاتهامات التي ردَّ عليها في أكثرِ من مجلةٍ وصحيفة, قائلاً في إحدى مقالاته: أيّةُ «روحٍ إنسانية» يرغبون من العربِ أن يتمسكوا بها بعد أن سُلبت بقاع من أراضيهم على يدِ أعداء العدالة؟!.. أيَّة «روح إنسانية» يمكن أن تخامرُ عواطف العرب وهم يشهدون المؤامرات العديدة المتواصلة التي يقوم بها المعتدون وأصدقاؤهم الآثمون؟.‏

إذاً, لقد انتفضت روح وأحاسيس وعروبة»قنصل» وفي وجهِ الأعداء ممن يطالبون أبناء جلدته بما افتقدوه هم, وبسبب أطماعهم ومصالحهم وسوى ذلك مما جعلهم يُلحقون بالعرب أكثر من مصيبة واعتداء.‏

نعم, هي روح «قنصل» الشاعر الذي أبت إنسانيته إلا الصراخ في وجه أعدائنا: «إننا بُناة الإنسان الصحيح والعدالة الصحيحة والسلام الذي لاننشده إلا بعد أن تُردّ إلينا جميع حقوقنا التي اغتصبها من يتّهموننا. أولئك الذين ما أكثر ماانخدعنا بهم وبشعاراتهم وصداقتهم التي تشدَّقت بها حناجر الماكرين, وإلى أن ظننَّا بأن عبارات مثل العدالة والسلام والإنسانية والتعايش, هي كلمات تؤدي المعاني التي تآمرت القواميس على تفسيرها».‏

إنه وعينا، وعي من يمتلك الأحاسيس التي لا يملكها أولئك الذين افتقدوا الإحساس إلا بأناهم ومصالح أطماعهم وجيرانُ هواهم. وعينا, بسمومهم التي حاولوا دسَّها في طيبة ونيات شعبنا, وإلى أن أدمنها وظنَّها شعارات مقدسة لدولٍ أكثرت من التلفظ بها, ليكتشف وبعد استهدافهِ بأكثر من عدوان واتهام, ومن قِبل أعداء الإنسان والحقيقة والسلام, بأننا «خراف بين ذئابٍ كاسرة», وبأننا, تنبَّهنا أخيراً, إلى أن «الغادرين الماكرين, لم تصل إليهم - على مايظهر- أخبار يقظتنا, فعادوا إلى نبرتهم القديمة».‏

هذا ما أكَّد عليه «قنصل» مثلما كُثر من الممتلئين اعتداداً بأبناء وطنهم.. هذا ما أراد إيصاله لأولئك الناعقين قصداً, بأن لاروح إنسانية لدى العرب.‏

بيدّ أنه, اختار أن يرد عليهم كمهاجرٍ لا تزال جذوره في الأرض التي لا يسمح بتهديدها.. اختار أن يرد عليهم بتحدٍ دفعه لمواجهتهم بالقول: «لا كانت هذه العواطف الإنسانية, إذا كان الهدف منها, أن تبقى أقسام من بلادنا تحت سيطرة من أضرموا فيها نيران الفتن والحروب, وفي سائر أدوار التاريخ».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية