تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هاني رزق محاضراً فـي أسرار الكـون

مجتمع
الأثنين 15-12-2014
علاء الدين محمد

بهذا العنوان افتتح الباحث العلمي الدكتور هاني رزق محاضرته التي ألقاها في مجمع اللغة العربية، ومن هذا العنوان يستشف أن المحاضرة كانت محاضرة علمية بمضامينها ومصطلحاتها

حيث تستند على المكونات الفيزيائية وعلاقة الزمان والضغط والحرارة، والعلاقات الدينامية فيما بينها لكنها ببنيتها العامة تعتمد على الفلسفة في تناول الموضوع الكوني والعلمي، حيث يستهل المحاضرة بالقوانين الكونية الثلاثة التي تعتبر المرتكز للديناميات الحرارية التي وضع أسسها (نيكولا ليونار سادس كارنو) وهي أولاً قانون حفظ الطاقة والمادة وهذا القانون هو نفسه الذي أشار إليه لافوازيه وهو قانون مصونية المادة، ويقتضي بالإقرار أن المادة لاتفنى ولكنها تتحول من شكل الى آخر، أما هنا فالقانون ينص على أن مجموعة طاقة الكون وكتلته ثابت. ثانياً:التعدمية ويعرف هذا المبدأ بأنه توزع المادة توزعاً سيئاً أو النزوع الدائم للمادة نحو اللاانتظام ، أو نحو التعددية أو نحو تناقض الطاقة الحرة أو نحو اللاعكوسية، وهنا لابد أن نشير إلى أن الاتجاه المثالي في العلوم الرياضية يتناقض مبدئياً مع هذا المبدأ وأعود في ذاكرتي الى كتاب رياضي من تأليف كبار العلماء في هذا الاتجاه تحت عنوان الشكل الامثل وكان احد المترجمين لهذا الكتاب هو الدكتور خضر الأحمد حيث يشير في فصل من فصوله الى أن المادة في الطبيعة تميل في تكوينها نحو الانتظام وليس نحو التبعثر، وسوء التوزيع كما يشير هذا المبدأ ويكفي أن نذكر مثالاً تشير اليه الطبيعة وهو عندما تتشقق التربة الصلبة نتيجة العطش الشديد فإنها تتشقق بانتظام وليس بعشوائية والبحث في هذا المضار شاق ومعقد وطويل ، المبدأ الثالث بلوغ التعدمية.‏

بلوغ التعدمية‏

قيمة ثابتة عندما تصل درجة حرارة الكون الى درجة الصفر المطلق فتصبح عندئذ في كون خال من كل شيء ، أو فضاء فارغ، فضاء لاحركة فيه على الاطلاق، ولكن ذلك وفق التصور العلمي لايحصل الا بعد انقضاء زمن لايعد ولايحصى، وهو بالأس 66 للعشرة.‏

وهنا يتطرق الباحث الى مصطلح سهم الزمن، فمن جهة يتحدد سهم الزمن باتجاه واحد من الماضي الى الحاضر إلى المستقبل دون أن يكون له تمثل عكسي بمعنى إن الزمن ينطلق من الماضي(الأمس) إلى الآن (اليوم) إلى المستقبل (الغد) ويكون منطقياً هنا أن يتدرج الرجل في نموه من الطفل إلى الشاب إلى الشيخوخة وليس العكس وهكذا يمكن لنا أن نعرف ماذا يحصل في آننا وماضينا دون أن نعرف ماذا يحصل في مستقبلنا وبالتالي ينعدم تأثيرنا على مامضى وليس لنا حيلة بالتأثير إلا فيما يأتي ولكن سهم الزمن لدى الباحث مستقيم، يصيب كل شيء نقطة انطلاقة حدث الانفجار الأعظم( بداية الكون) ونقطة انتهاء هذا السهم تقع استنتاجاً وتقريباً في زمن سيأتي بعد مليارات السنين أي(10/66) سنة أما التعدمية: فتعرف بأنها توزع المادة توزعاً سيئاً، فهي إذاً مقياس الفوضى والاضطراب فكلما كانت الجملة منسقة كلما كانت ذات تعدمية منخفضة أما إذا كانت الجملة غير منتظمة فتكون التعدمية مرتفعة.‏

وإذا ماتركت التعدمية لنزوعها الطبيعي فإنها تزداد مع مرور الزمن، ومن الناحية الفيزيائية فإن الجمل المعزولة لاتتأثر بسهم الزمن على الرغم من تغير تموضع مكونات الذرة في المادة الغازية ومثالها أسطوانة الغاز المعرضة إلى ضغط محدد ودرجة حرارة محددة، وهنا سهم الزمن لايؤثر على مثل هذه الجمل وإنه من الصعب جداً أن تعرض بتفصيل دقيق وعلمي مضامين المحاضرة كلها، وليس مقام ذلك عبر عرض صحفي إنما يتطلب ذلك مجالاً أوسع، ومهما يكن من أمر فإن د.هاني رزق صاحب باع طويل وخبرة نادرة وصاحب مؤلفات كثيرة تتناول مواضيع سيرورة الزمان والمكان وعلاقة الإنسان بها إنها ثلاثية مواضيع الفلسفة والعلوم أو لنقل هي موضوعات نظرية المعرفة، المكان، الزمان، الإنسان...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية