تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فقط هذا الرقم..؟!

عين المجتمع
الأثنين 15-12-2014
غصون سليمان

قد يعوض كل ماهو مادي خسرناه على جميع الأصعدة ولو بعد حين وإن استغرق أياماً وعشرات السنين.. فما دام الإنسان حاضراً وقوياً ويمتلك الإرادة والضرورة والخصوصية الوطنية والتربية الأخلاقية المسؤولة،

فإن العمران والبنيان والتطور والتقدم سيعيدون كرتهم وربما بشكل أفضل.‏

وعندما تعلن إحدى الجهات الرسمية في بلدنا الحبيب بأن الأضرار المباشرة وغير المباشرة لتداعيات الأزمة في سورية تجاوزت الـ 7 تريليونات ليرة سورية كحصيلة أولية، فإن ثمة رقماً يزلزل في دفعه اقتصادات أكبر الدول وأقواها.‏

فكيف بسورية وإنسانها السوري وعقله الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي استطاع أن يهندس ويطور عبر عشرات السنين كل هذه البنى والمرافق والمشاريع العظيمة التي انعكست قوة وخدمات وحصانة ومناعة على جميع المستويات 7 تريليونات ل.س رقم تنحني أمامه ميزانيات وامبراطوريات الدول الداعمة للإرهاب والمخططة له، فيما سورية انفقته خدمة لشعبها وأبنائها ولرفاهيتها..‏

بالمقابل نجد أن دول الجهل العربي وكل من يضحك على لحاها وعقالها وعباءتها الفارغة من كل قالب بشري حقيقي قد أنفقت ربما مايصل إلى هذا الحد أو يفوقه من الأموال، ولكن ليس لخدمة شعبها الجائع المقموع.. بل لتمويل الإرهاب في العالم، وعقد الصفقات الكبرى لشراء السلاح بكل أشكاله والهدف ليس لتحرير فلسطين المحتلة بالتأكيد ولا لتعزيز معاهدة الدفاع العربي المشترك ضد أعداء الأمة العربية.. بل ليتبين فيما بعد أن كل هذه الأموال ومستودعات الأسلحة وجهتها ديار العرب والمسلمين وبالتحديد سورية والعراق لدفن حضارة الإنسان الأولى في هذه الأرض.‏

فإذا كان بالإمكان إعادة إعمار الحجر وزراعة الشجر فكيف بالإمكان إعادة التوازن العقلي والمجتمعي والقيمي لأجيال متلاحقة أصيبت بانفصام المعايير السليمة لجوهر الجينات البشرية في كل أركان حياتها...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية