والروس لن يقولوا عكس ذلك" على حد تعبيره... ولا ندري ما أدراه بما يقول الروس!
وإذ لا تريد أوروبا أن يتم حصرها في المجالات الإنسانية، وحرمانها من دور سياسي ودبلوماسي كما يقول المصدر إياه.. ودون أن ينبس ببنت شفة عن الهيمنة الأميركية على القرار الأوروبي الذي تريده أو لا تريده أوروبا.. بادر جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وما أكثر المبادرات الأميركية غير الجادة ولا المجدية هذه الأيام، إلى لقاء الوزير لافروف في روما أمس وقال:
" أمامنا عدد من القضايا الحساسة التي سنتحدث عنها"... ومن المؤكد أن شعارات "الثورة" المرفوعة في ساحات وشوارع المدن الأميركية اليوم أسوة بساحات وشوارع مدن الشرق الأوسط لن تكون بينها .. ويا للمفارقة المضحكة المبكية، فيما ركز الوزير لافروف على الشرق الأوسط وقال إنه أراد "التأكد من عدم السماح للوضع بالتدهور أكثر", وأضاف "سأكون مهتماً جداً بمناقشة ما يمكن أن نفعله معا لتجنب ذلك".
ولا ندري إذا كان المد السياسي الروسي النشط باتجاه الحوار السوري - السوري، أم أنه الفشل الأميركي المريع في العثور على تلك المعارضة السورية "المعتدلة" هو من عكر المزاج الوصولي الانتهازي لدى مندوبي العباءات الخليجية والطرابيش العثمانية وربطات العنق والياقات الأميركية والأوروبية في ائتلاف الدوحة مجدداً... والمعتكر أصلاً منذ أطلق عليهم الرئيس أوباما لعنة الفانتازيا وحتى باشر ومستشاروه البحث عن إبرة الاعتدال في كومة كفرهم وتطرفهم!
لهذا أعملوا نصال ألسنتهم في الرجل وإدارته ومستشاريه قدحاً وذماً ولوماً... بل وتعليماً وأستذة في أصول السياسة والانحياز والحياد ونسب المواد الداخلة في تصنيع أصناف القرن الواحد والعشرين من "الكونترا" الأميركية، حتى كدنا نظن أن الرئيس أوباما وعتاولة السياسة والإدارة الأميركية هم التلاميذ في مدرسة أساتذة "الديمقراطية والاعتدال" السورية!
الأرجح أن أمزجة المندوبين إياهم في ائتلاف الدوحة اعتكرت منذ أطلقت الدبلوماسية الروسية الهادئة بناء السلم الجديد لإنزال إدارة الرئيس أوباما ثانية من فوق شجرة البحث الفانتازي عن الاعتدال في المعارضة السورية، عبر الدعوة إلى حوار سوري - سوري... أحس المندوبون أنهم لن يكونوا فيه أكثر من أرقام... أو أوهام!!