تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد تجـــارب واختبـــارات..اســــتغرقت أعـــواماً.. بندورة وفليفلة بسبعة ألوان وخلطات عضوية لمكافحة (النيماتودا)

تحقيقات
الخميس 27-8-2009م
سلامة دحدل وجهاد الزعبي

توصل المزارع أحمد محمود سليمان من محافظة درعا إلى استنباط سلالات جديدة من مواد البندورة والفليفلة والكوسا لها مواصفات جديدة وغريبة عن حقول المحافظة وربما أراضي سورية قاطبة، وذلك من حيث المردود والحجم واللون والطعم،

وقد أعطت هذه السلالات في الموسم الحالي بعد أن أخضعها للتجارب لسنوات عديدة مضت نتائج باهرة ومواسم وفيرة حيث يشاهد حالياً المرء الذي يزور الحقول المزروعة بالخضار المذكورة التي اختارها المزارع أحمد في الأراضي الواقعة ما بين درعا وطفس والبالغة 70 دونماً قطوفاً يانعة من حبات البندورة المتدلية بألوانها المتعددة (الحمراء - الذهبية - البرتقالية - النهدية - البنية) ويشاهد أيضاً قرون الفليفلة المتحدرة من شتولها المتعلقة على الأسلاك المعدنية بألوانها السوداء والصفراء والبرتقالية والنهدية.‏

ولم يكن الجديد في تلك الأصناف والخضراوات منحصراً على الألوان المتنوعة التي تشمل كل ألوان قوس قزح ولكن الأمر يتعدى ذلك ليشمل الطعم والحجم كما ذكر آنفاً فالطعم مستساغ ولذيذ والعناصر الغذائية المكونة لثمرة البندورة متوازنة ومتكاملة أما الحجوم فهي مختلفة عما اعتادت عيوننا أن تراه في حقول القطر ومزارعه فحبات البندورة المنتجة لدى المزارع المذكور صغيرة جداً ويتراوح وزن الواحدة منها ما بين 7 - 15 غراماً وقد جاءت على شكل حبة البلح أو الكرز، ومثلما تعددت أشكال البندورة والفليفلة فقد تنوعت حجوم وأشكال محصول الكوسا فمنه القصير الأبيض ومنه الأسود الطويل والأصفر المنفوخ.‏

وقد بينت تجارب التحليل التي أجرتها عدة مراكز بحوث زراعية ومنظمات دولية تهتم بالزراعة بأن المنتج الزراعي من البندورة وغيرها في المشروع هو من الزراعات الحيوية والعضوية الخالية تماماً من الهرمونات والمواد الكيماوية وسهلة الهضم ونسبة السكر والأملاح المعدنية فيها طبيعية للغاية ويتم تناولها كمقبلات في أشهر المطاعم والفنادق العالمية وشركات الطيران ولإعطاء صورة دقيقة وواضحة عن الجهود والتجارب التي بذلها المزارع أحمد سليمان لإنتاج تلك الأصناف الجديدة من الخضراوات والإطلاع على واقع العمل والتسويق لديه والمردود الذي يجنيه من وراء كل ذلك قمنا بزيارة ميدانية إلى الحقول المزروعة بتلك المحاصيل فإلى التفاصيل:‏

انطلقنا إلى حقول البندورة والفليفلة التي نتحدث عنها في وقت مبكر من صباح أحد الأيام الماضية لنتابع بدقة حركة العمال الذين يقومون بعمليات القطاف وكيفية التعامل مع هذا المحصول ونقله إلى خيمة التوظيب والتصنيف، فعندما حطت أ قدامنا بالمكان كانت الفرحة والابتسامات تعلو شفاه الصبايا اللواتي يقطفن حبات البندورة بكل مهارة ورشاقة مثلما يقطف المزارع عناقيد العنب والبلح ثم يقوم عدد آخر منهن بنقل الثمار المقطوفة إلى خيمة كبيرة، حيث يكون بالانتظار عدد آخر من الصبايا لفرز وتصنيف وتوضيب الثمار في صناديق صغيرة سعة الواحد منها كيلو غرام لتأتي بعد ذلك سيارات الشحن لتنقل البضاعة إلى أحد المشاغل بدمشق ليصار من هناك إلى تصديرها لنحو 20 دولة عربية وأجنبية مثل روسيا وفرنسا ولبنان ودول الخليج العربي.‏

وبعد العودة من الحقول جلسنا مع المزارع صاحب المشروع الذي بدأ يحدثنا عن تجربته في إدخال هذه الأصناف من البندورة والخضار الأخرى إلى أرض حوران فقال: كنت أهتم بالزراعة منذ طفولتي وأتابع كل جديد في حقل الزراعة وتطويرها سواء في البلدان العربية أم الأجنبية ومن خلال المعلومات التي اكتسبتها وتجاربي التي أجريتها على زراعة مادتي البندورة والفليفلة توصلت إلى السلالات التي ترون ثمارها الآن في الحقول.‏

وأكد المزارع أحمد أنه أجرى تجارب على أكثر من 30 نوعاً من بذور البندورة حتى حصل على هذه الأصناف اللافتة للباحثين والمهتمين والأكاديميين لافتاً إلى أن هذه الأصناف تزرع على طريقة الشتول المعلقة على حبال حديدية وأعمدة خشبية وقال: ومما يساعد على نجاح زراعة هذه الأصناف وتحقيق مردود جيد لها هو قيامي بعدة أعمال مرافقة ومن بينها رش النبات وهو في طور الأزهار بخلطة عضوية طبيعية من تركيبي الخاص لمنع تساقط الأزهار وتؤدي إلى تثبيت العقد والحمل بنسبة تصل إلى ما يقارب الـ 100٪.‏

وأشار المزارع أحمد بأن الخلطة التي قام بتركيبها تختصر الكثير من مستلزمات الإنتاج وخاصة المتعلقة منها بالاسمدة والمبيدات إضافة إلى قدرة تلك الخلطات العضوية على القضاء على نبات (الهالوك) و(النيماتودا) و(الزعترة) مرض تقزم النباتات إضافة إلى جميع أنواع اللفحات المتأخرة والمتقدمة والإصابات البكتيرية والفيروسية التي عادة ما تصيب النباتات الحقلية، وقد تم تجريب خلطة مكافحة (النيماتودا) في عدة مناطق بالقطر ونجحت في كل تلك المناطق وأهمها بالساحل وأجرينا اتصالات مع بعض الفلاحين هناك ممن جربوها وأكدوا نجاحها التام.‏

ونشير هنا إلى أن المزارع المذكور يعتمد طرق الري الحديث في توفير حاجة مشروعه من المياه وخاصة طريقة التنقيط التي توفر نحو 45 ٪ من مياه الري وتزيد الإنتاجية بنسبة 35 ٪ مشيراً إلى أنه استطاع إنتاج أصغر حبة بندورة في الشرق الأوسط والمنطقة وهي تزن نحو 2 غرام فقط وشكلها بلحي ولونها ذهبي ويبلغ عدد حبات الصندوق وزن واحد كيلو غرام نحو 500 حبة وقد دفع هذا النجاح الذي حققه المزارع أحمد في زراعة البندورة والخضراوات العديد من المنظمات الدولية ومراكز البحوث الزراعية العربية والمحلية لزيارة أرض المشروع ومشاهدة الحقول الإنتاجية بهدف الدراسة والاطلاع وفي مقدم تلك الجهات وزارة الزراعة ومراكز البحوث الزراعية في المحافظات ومنظمة جايكا اليابانية ومزارعون وباحثون من دول عربية وأجنبية عديدة. وإن المشروع يوفر فرص عمل لأكثر من 150 عاملاً وعاملة من أبناء درعا والمحافظات الأخرى.‏

وأخيراً نؤكد على الجهات المعنية أن تواصل تجاربها العلمية على حقول المزارع المذكور والاستفادة من خبرته في مجال زراعة هذه الأصناف والسلالات وتركيب الخلطات العضوية التي يستخدمها في حماية وتطوير المحصول والقضاء على الكثير من الأمراض التي تهاجم عادة المحاصيل الزراعية، وتطوير هذه التجارب والخبرات ومن ثم تعميمها لدى بعض المزارعين والاستفادة منها وخاصة في مجال معالجة مرض النيماتودا الذي توصل المزارع المذكور لخلطة عضوية للقضاء عليه ودون استخدام المبيدات الكيماوية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية