تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتاب جديد.. العولمـــــــة.. من الوصفات العلاجية إلى إفقار الشعوب

شؤون سياسية
الخميس 27-8-2009م
الدراسات

أصبحت العولمة من أكثر المفاهيم تداولاً في عصرنا الراهن منذ أن بدأت في الستينيات من القرن الماضي، وهي تشير إلى العمليات الاجتماعية المتعددة الأبعاد بوصفها للتغيرات المتسارعة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية التي توسع وتكثف الترابط العالمي.

كتاب تناقضات العولمة للباحث حاتم حميد محسن يتناول هذاالموضوع المهم مركزاً على البعد الاقتصادي للعولمة باعتباره العنصر الأساسي والأكثر تأثيراً في حياة الشعوب والدول، فالعولمة كونها دعوة لإزالة الحواجز أمام حرية التجارة والتكامل البناء بين اقتصاديات الدول ربما كانت ستشمل عامل تقدم للشعوب غير أن الطريقة التي أديرت بها بما في ذلك اتفاقيات التجارة العالمية والسياسات التي فرضت على الدول النامية كلها تحتاج إلى إعادة تفكير شاملة وجذرية.‏

الباحث حاتم محسن يسلط الضوء في مقدمة كتابه على المؤسسات الدولية التي تحكم العولمة وهي صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية حيث يشرح كيف تتخذ القرارات الكبرى في هذه المؤسسات وكيف أن التأثير السياسي والإيديولوجي هوالذي يتحكم بتلك القرارات، وقد أصبح واضحاً التناقض الصارخ بين المبادىء التي أعلنتها تلك المؤسسات من منافسة وحرية وتجارة وديمقراطية وبين السياسات في مجال التطبيق.‏

ويبين الباحث في ثنايا صفحاته كيف أن القائمين على هذه المؤسسات دعوا إلى حرية التجارة وإلى ضرورة أن تفتح الدول النامية أسواقها للمستوردين، بينما هم (المتحكمون بالعولمة) أغلقوا أسواقهم أمام بضائع الدول الفقيرة وهم دعوا إلى المنافسة بينما شجعوا على إقامة الاحتكارات الكبيرة في الدول التي تعرضت للأزمات، وهم طالبوا بمرونة سعر الصرف بينما قدموا البلايين من الدولارات كدعم لأسعار الصرف لتذهب إلى جيوب المضاربين.‏

ويستطرد الباحث قائلاً: إن صندوق النقد الدولي دعا إلى ضرورة أن ترفع الدول الفقيرة كل أشكال الدعم الحكومي للسلع الغذائية الأساسية والوقود بينما في الوقت نفسه يتجاهل الدعم الأوروبي والأميركي للمزارعين المحليين بملايين الدولارات بما يجعل من الصعب أو المستحيل على مزارعي الدول الفقيرة تصدير منتجاتهم إلى الأسواق الغربية.‏

ويحلل الكاتب الوصفات العلاجية التي قدمتها العولمة للشعوب من خصخصة وتحرير لأسواق رأس المال وتشجيع الاستثمار الأجنبي شارحاً ما تمخص عن تلك الرؤى والسياسات وواقفاً على تجارب الشعوب في إفريقيا وآسيا في التنمية وعلى برامج الدول التي انتقلت من الشيوعية إلى اقتصاد السوق.‏

ويؤكد الباحث أن الخصخصة السريعة التي دعا إليها الصندوق الدولي قادت إلى تصفية وبيع الأصول الإنتاجية ولم تؤدِ إلى الكفاءة المطلوبة بقدر ما أدت إلى إثراء حفنة من المنتفعين من رجال الأعمال المرتبطين بذوي السلطة وكذلك سياسات الإقراض وإعادة الهيكلة المالية كلها انتهت إلى الفشل.‏

ويلقي الباحث الضوء في كتابه على أزمة شرق آسيا في التسعينيات وعلى تجربة روسيا الانتقالية وكذلك تجارب الصين وماليزيا وكوريا وأندونيسيا ودول أخرى، متساءلاً في نهاية مؤلفه عن إمكانية إصلاح المنظمات الدولية فقدم بذلك معلومات ثمينة عن خفايا العولمة وما تتعرض له الشعوب الفقيرة من خطط ظالمة تؤثرعليها في الحاضر والمستقبل بسبب جشع قلة من الأشخاص والشركات الاحتكارية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية